يوغا الضحك: لا تترددوا، اضحكوا…

إن الضحك بملء الفم من أجل التخفيف من الإرهاق والإحساس الجيد بالنفس، مفهوم جديد في المغرب، رغم أنه يعرف انتشارا كبيرا عبر العالم. يعود الفضل في إطلاق ورشات يوغا الضحك بشكل رسمي في المغرب في شهر شتنبر الماضي لمكتب التنمية والتدريب الخاص بالمؤسسات.

نظمت ناهد رشاد، مدربة مؤهلة، ورشتين للضحك لفائدة الصحافة بهدف التعريف بهذه التقنية التي تشهد تنافسا كبيرا عبر أرجاء العالم. وفي البدء تضعنا ناهد رشاد في جو مناسب للضحك والسخرية الجادة. ولئن كان صحيحا أن الضحك معد، فإن جلسة يوغا الضحك كانت تجربة فريدة، فالضحك المفتعل في البداية أدى إلى انفجار من الضحك.. تضحك من دون سبب بفضل مجموعة من التمارين. فـ»الهوهوهاهاها» الخط الأحمر في ورشة الضحك، يدفع بالمشاركين في نهاية الورشة إلى الوقوف على جميع منافع الضحك.
وإذا كان الخوف من السخرية عاملا كابحا في البداية، فإن الإطار العام لورشة الضحك سيؤدي للعودة إلى العفوية، لأننا نكتشف في النهاية أن لدينا قلوب أطفال. وهنا تؤكد ناهد رشاد أن «دقيقة واحدة من الضحك تعادل 30 دقيقة من الاسترخاء، وأن 15 دقيقة من الضحك تعادل 40 دقيقة من الرياضة، كما أن جلسة كاملة تقوم بما تقوم به فعليا الرياضة، إذ نخرج منها لاهثين، ولكن منتعشين وضاحكين».

الضحك بلا سبب

تؤكد الدراسات العلمية والملاحظات أن الضحك مفيد للصحة، لكن للأسف فالضحك ليس عملة تخص الكبار. فالطفل يضحك بمعدل 18 دقيقة في اليوم، في حين لا يضحك الناضج سوى دقيقتين، ومن هنا تكون فكرة ورشات الضحك، والنوادي والفضاءات التي تخلق الجو المناسب للضحك مهمة جدا، القاعدة بسيطة «لا نضحك لأن الأمر غريبا، ولكن لأننا نضحك فذلك غريب».
وتؤكد المجربة أن «يوغا الضحك، أول تقنية علاجية بالضحك، تعود للطبيب الهندي مدان كتاريا سنة 1995، الذي طورها من أجل الحفاظ على صحة الناس. تطورت هذه التقنية فيما بعد لمعالجة الأشخاص الذين يعانون من صعوبات اجتماعية، واليوم جرى تكييف هذه التقنية مع عالم المؤسسات وأزمة التسيير». وتشير المدربة أن هذه التقنية كانت تعمل، في البداية، على جمع الناس حول منشط من أجل الضحك جماعة، وهكذا ظهرت نوادي الضحك في العالم، التي أصبحت تقدر بـ 5000 نادي عبر العالم. أما المغرب فقد فتح أول مركز له في هذا المجال (مركز يوغا بيكرام، زنقة لافونتين).
إذا كان للضحك مزايا على الصحة، فإنه يخلق علاقة ايجابية بين الأشخاص ومحيطهم، وهو سبب كاف لممارسته دون اعتدال»، هذا ما تؤكده المدربة التي تدعو إلى الضحك على الأقل عشر دقائق في اليوم لأنه يساعد على الإحساس الجيد بالذات، ولهذا فورشات الضحك وجدت من أجل تلقين الأشخاص المستفيدين منها، الطرق الصحيحة لممارسة هذا التمرين في البيت.

الضحك أفضل دواء

وتضيف أن «مدة الجلسات تتباين حسب التقنية المستعملة : التنفس، ويوغا الضحك، والتصوير، والسخرية…وجميع الجلسات تنتهي بتأمل الضحك، والضحك الجنوني الجماعي، متبوعا بالاسترخاء. وبعد ثلاثة أو أربعة أشهر، وبمعدل جلسة في الأسبوع، يسبغ الضحك تغييرات عجيبة على الحياة، ويمكن مستعمله من التقليل من أهمية الأشياء، وتقليص تأثير الإرهاق».
ليوغا الضحك فوائد متعددة، فهو يساعد على التخلص من الأفكار السيئة والتأمل فيما هو مناسب للواقع. فدورة واحدة من الضحك تمكن من التخلص من الهموم التي تشغل البال، وهنا تؤكد ناهد رشاد أن «الضحك من الذات، ومع الآخرين يمكن من التقليل من المأساة، ومن وضع مسافة بين الشخص وبين الأفكار التي تشغل ذهنه». وإضافة إلى هذه الأشياء، فالضحك له منافع على مستوى الهضم، والتنفس، والدورة الدموية، إلخ.
وتقول المدربة «حينما نضحك يفرز الجسم الأندروفين، الهرمونات السحرية التي تجلب لنا الإحساس بالسعادة. ويعد الضحك ترياقا فعالا ضد الإجهاد.
الضحك يقوي جهاز المناعة، يحسن الوظائف الإدراكية، ويزيد الطاقة، ويضمن النوم الجيد، ويحسن المزاج».
إنه الحل المثالي لمحاربة الإرهاق، واكتساب المرح، والتحفيز، والتأقلم مع المتغيرات والأوضاع المرهقة. إن جلسات الضحك تساعد الفرق المشاركة فيها على استعادة حيوتها، وتحفيزها على الثقة في كفاءاتها، والإحساس بالمتعة في العمل، وإذكاء شعلة المرح والإبداع لديها، وتسهيل التواصل، ومحاربة التغيب عن العمل. وتوضح المدربة أن يوغا الضحك أو «الضحك بلا سبب» أصبح مستعملا في العديد من المواقف، وبإمكانه أن يصبح أداة قيمة ومساعدة في أوساط العمل، والجمعيات، والمنظمات، وحتى في المستشفيات أو البيوت»، كما أن البرامج التي وضعها مكتب «Performance Plus» تمنح مزية الإحساس بأن تكون فاعلا، وأن تكتشف الضحك والابتسام من زاوية جديدة، وممارسته كتمرين مع تقنيات أخرى أثبتت نجاعتها عبر العالم.

المصدر: F.A

شارك هذه المقالة، اختر منصتك !