التعرض للميكروبات يقوي مناعة الجسم

تعد نظرية ما يسمى بفرضية النظافة، وهو ما يعني تحقيق البيئة لمستويات عالية من النظافة والخلو من الميكروبات، تكون أكثر عرضة للتأثر بالأمراض المعدية المختلفة، بينما البيئات التي لا يكون فيها مستوى النظافة مرتفعا يحدث لأفرادها ما يمكن اعتباره تطعيما طبيعيا ضد الكثير من الميكروبات لأنهم يتعرضون لها باستمرار.

يمكن لتدريب المناعة مبكرا في السنة الأولى من عمر الطفل أن يساهم في الحد من الإصابة بالأمراض، وتجنب مخاطر الأعراض الجانبية للعلاجات، كما أن الأطفال الذين يحملون عدوى فيروسية أو بكتيرية حين يخالطون أطفالا آخرين ويتم نقل العدوى إليهم، فإن ذلك يقلل من فرص إصابتهم أيضا. وأظهرت بعض الدراسات أنه كلما كان التعرض للميكروبات والفيروسات مبكرا كلما كانت الوقاية أكبر.

فرضية النظافة

يجمع العلماء إلى أن فرضية النظافة ربما تكون مسؤولة أيضاً عن التغيرات الجينية التي تجعل أطفال المجتمعات الصناعية أكثر عرضة للإصابة بالأمراض التي يلعب فيها الجهاز المناعي دوراً في الإصابة، مثل مرض السكرى من النوع الأول وحساسية الصدر (الربو) خاصة في البلدان ذات البيئة شديدة النظافة. وفي فنلندا ينصح الأطباء الأطفال بقضاء وقت اطول في الأرياف حيث التعرض أكثر للتربة واحتمالية وجود ميكروبات بشكل أكبر من المدن الكبرى، حتى أن أحد طرق علاج الربو هو حقن ذرات من الغبار وحبوب اللقاح تحت الجلد حتى يمكن للجهاز المناعي من التعرف على هذه الذرات وخلق حاجز واقي للحماية ضدها.

الاستمرار في الاتزام بالمعايير الوقائية

وأكد العلماء أن هذه الدراسات ليست مبررا للتراخي في الالتزام بمعايير السلامة الشخصية والوقاية من الأمراض واهمها غسل الأيدي بالماء والصابون بعد لمس أي سطح يمكن أن يحمل العدوى بكتيرية كانت أو فيروسية، لكنها تعني ببساطة أنه يجب أن يكون الحرص من دون ذعر أو هلع من خطر الإصابة بأي ميكروب. وحتى في حالة التعرض للعدوى ربما لا يكون الأمر بالسوء المتوقع، ولا داعي لأن يستخدم الأطفال السوائل المضادة للبكتيريا، والاكتفاء فقط بغسل الأيدي بالماء والصابون.

شارك هذه المقالة، اختر منصتك !