المشاكل الأسرية وتأثيرها على حياة الأبناء والآباء

لا تخلو أي عائلة من بعض المشاكل الداخلية أو بعض معاملات استثنائية، والتي يقول عنها خبراء الأسرة، أنها سليمة خصوصا وأنها تساهم في خلق دينامية داخل العائلة، وأن الأسرة السليمة هي التي تكون قادرة على التعامل مع المشاكل، شريطة وجود حدود مناسبة بين أفرادها. فعندما تتسع الفجوة بين الآباء والأطفال أو يصبح التداخل عنوانها الرئيسي، تصبح الأسرة كيانا خطيرا على كل أفرادها.

دور الأباء في العلاقات الأسرية

خلصت دراسات أسرية، إلى أن الوالدان يلعبان دورا مهما في موقع السيطرة العائلية، لكنهما لا يعملان كفريق واحد، وأن أنواع من العلاقات الأسرية تسمم حياة الأبناء والآباء على حد سواء، وفي أسوأ الحالات، يكون أحد الوالدين صارما جدا فيما الآخر متساهل بإفراط. وتشجع المشاكل الناشئة بين الوالدين، اللذين لا يتفقان على طريقة موحدة للتربية، الأطفال على تحدي الحدود المرسومة أو التقوقع بالكامل. كما أنهم قد يسعون لاستغلال ثغرات نظام تربيتهم، وذلك عبر توطيد علاقتهم بالطرف المتساهل واستئذانه في المسائل التي لن يوافق عليها الطرف الآخر.

أهمية التواصل

من جهة أخرى، واصلت نتائج الدراسات، التأكيد على أنه في حالة ما يفتقد الوالدان للتواصل الفعال ويعيشان شبه منفصلين تحت سقف واحد. على سبيل المثال، فإن أحدهما يتولى مسؤولية الأطفال، فيما الآخر منغمس في العمل وكأن بيته لا يعنيه. في هذه الحالة سيعتمد الأول على الطفل، ويشاركه الأسرار والمشاكل التي قد تكون موجهة أحيانا ضد الوالد الآخر، الشيء الذي يؤدي إلى إقصائه من اعتبارات الطفل أيضا.

أسباب المشاحنات

من جهة أخرى، ليس من المستغرب وقوع الشجارات و المشاكل بين الأهل والأبناء، لكن ليس من الطبيعي حدوث ذلك طوال الوقت. قد تكون الفجوة بين الأجيال هي السبب، لأن الآباء يتوقعون أن يتصرف أبناؤهم بنفس الطريقة التي تصرفوا هم بها عندما كانوا في مثل عمرهم. ويتوقع الأبناء أن يتفّهم أهاليهم اختلاف الأمور في عصرهم. وفي النهاية، يمكن للمشاحنات وسوء التواصل أن تشتت شمل العائلة.

شارك هذه المقالة، اختر منصتك !