لا يمكن الاستهانة بالتغيير الذي يحدثه الطلاق في حياة الأسر، رغم أنه أحيانا قد يكون الحل الأفضل للزوجين إذا لم يستطيعا العيش معا، فإنه يؤثر في العديد من جوانب الحياة.
ومن بين الجوانب التي يؤثر فيها الطلاق رعاية الأطفال، وهي مهمة كبيرة تحتاج لتعاون الوالدين، لكن عند الانفصال قد يصبح التعاون أكثر صعوبة، ويرتكب بعض الآباء بعد الطلاق أخطاء تربوية تؤثر في أطفالهم وفي مستقبلهم، ومنها:
تحميل الأبناء مسؤوليات البالغين
بعد مرحلة الطلاق وغياب أحد الوالدين، يحمل بعض الآباء أبناءهم مسؤوليات الطرف الغائب، مثل: قول “الآن، أنت رجل البيت”، وهو ما قد يثقل كاهل الصغار بمهام الكبار.
كما يتوقع بعض الآباء أن يعتني أطفالهم باحتياجاتهم العاطفية، وحذر من ذلك أخصائي العلاقات الأسرية والزوجية، في تقارير إعلامية، منها “لا تقع في فخ مشاركة تفاصيل الطلاق أو مشاعر الغضب تجاه زوجك السابق مع أطفالك، وإذا لزم الأمر ابحث عن مساعدة خارجية من معالج نفسي، حتى لا تلحق الضرر بهم”.
التقليل من شأن أحد الوالدين
قد يصعب التحكم في مشاعر الغضب في بعض المواقف، مثل، أن يقول الطفل أمام أبيه، “أمي تسمح لي بمشاهدة التلفاز وقتا أطول”، ما قد يشعر الأب بالاستياء من تصرف الأم، وينتقد قراراتها أمام الطفل، وهو ما قد يضر بعلاقة الطفل بوالديه على المدى الطويل.
والتصرف الأكثر فاعلية في مثل هذه المواقف، هو تذكير الطفل أن القواعد المتفق عليها ليست كذلك، أو أن لكل بيت قواعده التي يجب احترامها، ويمكن بعد ذلك مناقشة الطرف الآخر، والاتفاق على قواعد موحدة أو متقاربة.
التنافس لنيل محبة الطفل
عدم وضع تربية الطفل أولوية عند كلا الأبوين بعد الطلاق، قد يجعل كل طرف مشغولا بنفسه، وينتج عن ذلك أن يتنافس كل طرف لنيل محبة ابنه، ويكون الوالد المفضل.
وعندما ينقل الطفل لوالديه ما يسمح به الطرف الآخر، يبدأ كل طرف في التنازل أكثر عن القواعد حتى يحبه ابنه أكثر، وفي خضم هذه المنافسة تتلاشى أهمية تربية الطفل وتعليمه القواعد اللازمة، ويميل لمن هو أكثر تساهلا معه.
تخريب علاقة الطفل بأحد الوالدين
المشاعر التي قد يحملها الوالدان المنفصلان تجاه بعضهما بعضا ليست بالضرورة هي مشاعر الطفل تجاههما، وأحيانا تدفع المشاعر السلبية التي يحملها أحد الأبوين إلى تخريب علاقة الطفل بالطرف الآخر.