غالبا ما يكذب الأطفال لتجنب قول الحقيقة، مع المبالغة في نقل الأحداث، وهناك أسباب كثيرة لكذب الأطفال، إذ يكذب الطفل دفاعا عن نفسه، أو هربا من المواجهة، وكثيرا ما يكذب نتيجة عدم وفائه بوعد ما، أو ليكسب في اللعب. وقد يتطور الكذب ليدفع الطفل للغش والتزوير أيضا. تشتكي الأسر من ظاهرة كذب الأطفال وتسبب حرجا كبيرا للأمهات والآباء، ينصح الأخصائيون النفسانيون بالتعرف على أسباب كذب الأطفال وعلاجها لمساعدة الطفل على النمو سويا.
أسباب كذب الطفل
تتعدد أسباب كذب الطفل، ومن أبرزها توفره على خيال واسع، وضعف قدراته العقلية، التي تؤدي إلى التباس الحقيقة بالخيال، والدفاع عن نفسه بتجنب فعل شيء معين أو إنكار مسؤوليته عن حدوث أمر ما. ويكذب الطفل أيضا للفت الانتباه إليه بالمبالغة في سرد حدث ما، ويؤدي الإحساس بالنقص أو الحرمان إلى الكذب، وأحيانا يكذب ويدعي المرض ليغيب عن المدرسة، كما أن عدم العدل بين الأبناء يضطر الطفل المهمل للكذب ليرفع قدر نفسه أمام والديه.
كيف يتعلم الطفل الصدق؟
يتعلم الطفل الصدق من البيئة المحيطة به، إذا كان الكبار في أسرته صادقون في أقوالهم وأعمالهم ووعودهم، عكس من يتربى في بيئة تتصف بالخداع وعدم المصارحة والشكك في صدق الآخرين. فأغلب الظن أنه يسلك نفس الاتجاهات والأساليب في مواجهة مواقف الحياة وتحقيق أهدافه.
على هذا الأساس يعد الكذب صفة وسلوكا مكتسبا تماما مثل الصدق، وليس صفة فطرية أو سلوكا موروثا.
نصائح لمحاربة كذب الطفل
قد يكون الكذب مصحوبا بأعراض أخرى كالسرقة أو شدة الحساسية أو الخوف أو العصبية الزائدة ونوبات الغضب، ومحاربته تتم بالبحث عن الدوافع والحاجات النفسية التي تسببت في ظهوره، إذ لا بد من أن يتبين الوالدان هل الكذب عارض أم أنه متكرر، وما هي دوافعه. ولا فائدة من علاج الكذب بالعقاب والتهديد والسخرية، بل هذا سيؤثر هذا على شخصية الطفل، وأفضل علاج يبدأ وسط البيئة التي يعيش فيها الطفل، التي تمده بالثقة في نفسه.