يعتبر ألم الظهر مشكلة القرن حيث يصيب كل يوم أكثر عددا كبيرا من الناس. و تتمركز الآلام على مستوى الرقبة و أسفل الظهر و العنق و هي آلام حادة و مزعجة تتطلب عناية طبية خاصة. للمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع، لنستمع إلى شروحات الدكتورة هدى قادري، و هي أخصائية في أمراض الروماتيزم.
«إن ألم الظهر ليس مرضا بل هو بالأحرى علامة على مرض ما»، تؤكد الدكتورة هدى قادري، أخصائية في أمراض الروماتيزم. و عموما، يعد السبب الأكثر شيوعا في الإحساس بألم الظهر في الإجهاد الكبير للأربطة المثبتة للظهر. و قد يتمثل ذلك في سحب العضلات أو انكماشها أو تعرضها لصدمة ما… فالظهر يتعرض لتوثر دائم لأننا نجهده خلال ممارستنا لنشاطاتنا اليومية. إذ يكفي أن نتخذ وضعا سيئا أو أن نقوم بحركة خاطئة لكي نحس بآلام شديدة على مستوى الظهر. و فضلا عن ذلك، لا يتناسب محيطنا، في حالات كثيرة، مع قدرات الظهر الاعتيادية فيعلن «رفضه» عبر تعريضنا للمعاناة. سواء كنا جالسين أمام التلفاز أو أمام الحاسوب، لا بد من اتخاذ وضعية مريحة. و يؤكد الخبراء على أن البقاء جالسا أو واقفا لساعات طويلة لا يساعد الظهر في شيء. مما يتسبب في القيام بزيارات متواثرة إلى عيادات الطبيب و الاضطرار إلى التوقف عن العمل بسبب الآلام. لذلك يعتبر ألم الظهر في بعض البلدان مرضا مهنيا. و يلم ألم الظهر بثلاث مناطق من الجسم: في أعلى الظهر و أسفله و في منطقة العنق و الرقبة. و تؤكد الدكتورة القادري على أن «ألم الظهر يصيب عموما منطقة أسفل الظهر و تسمى هذه المنطقة بالعمود الفقري القطني. و في أغلب الحالات، يعد ألم الظهر شائعا و يمكن معالجته عبر الانتباه إلى أسلوب الحياة و الوضعيات التي نتخذها في الجلوس أثناء أوقات العمل وممارسة الرياضة».
زيارة الطبيب و تشخيص المرض
يمكننا أن نشفى بالفعل من آلام الظهر أو أن نحد منها و لكن يجب أيضا أن نقوم بزيارة الطبيب إذا استمر الألم أكثر من 48 ساعة و أن نتجنب التداوي الذاتي. و وحده طبيب أخصائي في أمراض الروماتيزم مؤهل، بعد إجراء فحص سريري و استجواب المريض، لأن يعطي تشخيصا جيدا للمرض. و لا داعي أيضا إلى اللجوء في الحال لإجراء مسح ضوئي أو فحص بالرنين المغناطيسي. إذ وحده الطبيب من يمكنه طلب إجرائهما إذا شك أن السبب ليس ميكانيكيا. و تذكر الدكتورة القادري مرة أخرى بأنها تمضي وقتا طويلا لتشرح للمريض «أنه يمكنه تجنب ألم الظهر إذا قام بتغيير نمط حياته و اعتمد عادات جيدة في حياته اليومية. و هو ما يسمى بإعادة التأهيل العلاجي. كما أقدم كتيبات للمرضى تشرح لهم، تشريحيا، ما يحدث على مستوى العمود الفقري لمساعدتهم على تصحيح وضعياتهم كي لا يحسوا بالألم».
أصابع الاتهام تتجه نحو الإجهاد
إذا كان العمل و الأنشطة اليومية متورطة في ما يتعلق بألم الظهر، يمكننا أيضا أن نتهم الإجهاد و الظروف النفسية الشاقة. و ما من شك في أن القلق يساهم في خلق توترات تنتشر على مستوى الظهر، و بأن الإجهاد يعزز الانقباضات التي تسبب الانسداد، و بأن جسمنا يعبر عن كل هذا القلق… و حسب الخبراء، يتمتع الإجهاد أيضا بالقدرة على تحويل الألم إلى معاناة لا تطاق. إذ «يترجم ألم الظهر أحيانا صعوبة نفسية»، تقول الأخصائية. و فضلا عن ذلك، و في حالات محددة، يمر علاج الألم بمعالجة مصدره و هو الإجهاد. إذ يمكن للتحكم في الإجهاد أن يساعد بشكل كبير في تجنب ألم الظهر أو على الأقل في عدم دوامه.
هل تتحدثون عن التدليك؟
يعتبر التدليك أحد أقدم الطرق لعلاج ألم الظهر. و لكن جودة التدليك رهينة بمهارة المروض الطبي. فإذا أجري التدليك بشكل صحيح فإنه يعمل على تهدئة الآلام و إراحة العضلات، مما يساعد على الاسترخاء. و تؤكد الدكتورة القادري على أن «الترويض الطبي يساعد على الحفاظ على إحساس جيد بالجسم و على معرفة الوضعيات التي يجب اتخاذها أو تجنبها و كذا التمارين التي تعمل على تقوية العضلات». و في هذا السياق، سيساعدكم المروض الطبي على تحسين حالتكم بفضل إعادة التأهيل الوضعية التي يجب اتخاذها في حياتكم اليومية. و لتجنب ألم الظهر، كونوا حذرين و اعلموا أن الوضعيات الصحيحة هي وحدها الكفيلة بحمايتكم من مرض القرن.
«سنتعرض لألم الظهر و لو مرة في الحياة»
حوار مع الدكتورة هدى قادري مكوار، أخصائية في أمراض الروماتيزم
في أي لحظة يجب استشارة الطبيب؟
يعد ألم الظهر علامة لمرض ما و هو يجمع كل الآلام التي تصيب العمود الفقري. و قد يكون ذلك على مستوى العمود الفقري نفسه أو المفاصل أو العضلات أو الأوتار أو الأربطة. و يصيب ألم الظهر العديد من الأشخاص من مختلف الأعمار: الشباب و الأقل شبابا و الشيوخ.
و إذا دامت الآلام أكثر من 48 ساعة، يجب استشارة الطبيب بحيث هناك حلقة مفرغة من الألم و الانكماش ثم الألم.
أي طبيب يجب استشارته؟
يجب استشارة طبيب اختصاصي في أمراض الروماتيزم أو طبيب عام معروف بكفاءته. و يبقى الطبيب الاختصاصي في أمراض الروماتيزم هو الأكثر أهلية للقيام بفحص سريري لتشخيص ألم الظهر الشائع من الألم الناجم عن مصدر آخر، كالالتهاب و الأورام، إلخ. إذ يستطيع أن يقوم بتشخيص جيد للمرض و إعطاء العلاج المناسب. و لا يجب أن يلجأ المريض إلى التداوي الذاتي.
كيف يتم إجراء الفحص السريري؟
لإجراء الفحص المناسب، يقوم أخصائي أمراض الروماتيزم باستجواب المريض حول الظروف التي أدت إلى إصابته بهذا الألم و عاداته و الوضعية التي يتخذها و طبيعة عمله و العلامات المرافقة لألم الظهر و العوامل المسببة له…و يعد هذا الاستجواب مهما جدا نظرا لأنه يقوم بتوجيه الطبيب نحو الخطوة التي يجب اتخاذها. و عموما، يقوم الطبيب المختص بإجراء فحص بالأشعة لأنه من المفيد دائما معرفة ما يجري. و يجب أن نعلم أنه لا توجد أية علاقة بين الفحص بالأشعة و الفحص السريري. فيمكن أن تكون الأشعة عادية مع أن الشخص لا يزال يحس بألم شديد، و العكس صحيح.
ماذا يخفي ألم الظهر؟
يصيب ألم الظهر عموما منطقة أسفل الظهر و تسمى هذه المنطقة بالعمود الفقري القطني. و في أغلب الحالات، يعد ألم الظهر شائعا و يمكن معالجته عبر الانتباه إلى أسلوب الحياة و الوضعيات التي نتخذها في الجلوس أثناء أوقات العمل وممارسة الرياضة…
و يجب أن نعلم بأنه لا بد أن نصاب، و لو مرة في الحياة، بألم الظهر.
هل يمكن للإجهاد أن يتسبب في ألم الظهر؟
بالطبع. فالإجهاد يؤثر على ضغطنا العضلي مما يتسبب في حدوث تمددات و آلام في العمود الفقري.
و يجب أن نعلم بأن نمط حياتنا و الوضعيات التي نتخذها أمام التلفاز أو الحاسوب يمكن أن تتسبب في ألم الظهر…
المصدر: F.A