الالتحاق بالقسم الأول خطوة كبيرة في التعليم بالمعنى الحقيقي للكلمة، مع كل ما يعنيه ذلك من انضباط وتنظيم وأداء. هذه التغييرات العديدة قد تؤدي إلى زعزعة استقرار الأطفال، الذين يعتبر الصف الأول بالنسبة لهم بمثابة دخول إلى مدرسة الكبار. لذا يجب الحرص على مساعدتهم للإستعداد نفسيا لهذه المرحلة الجديدة.
ما هي أفضل طريقة لإعداد طفلك لهذه المرحلة؟
يتمثل الإعداد الجيد أولا في الحديث عنها، والتأكيد على المهارات التي سيتمكن من تطويرها خلال هذه السنة الدراسية، مثل قراءة قصصه المفضلة، والكتابة إلى والديه في عيد ميلادهم، وفهم وتعلم أشياء تهمه في الحياة، وتكوين صداقات. يجب أيضا إعطاؤه أمثلة لأشخاص مقربين نجحوا، وأيضا لأبطاله المفضلين، بهذه الطريقة، سوف يفهم أن المدرسة ليست مفروضة عليه، وأنها جزء لا يتجزأ من مسار الجميع.
ما هي أهمية الروض؟
روض الأطفال، هو مؤسسة للأطفال الصغار الذين لم يبلغوا بعد سن التمدرس، وهو يعمل ببساطة على إطالة مدة عمل الأسرة، ويخضع لتدبير التأثيرات بهدف أساسي هو تعزيز التطور النفسي العاطفي، والنفسي الاجتماعي، والنفسي الحركي للطفل، من خلال الأنشطة المعتمدة على اللعب. لذا فإن روض الأطفال يعد نموذجا مؤقتا، فهو ليس مدرسة مكتملة ودوره يقتصر على مرحلة ما قبل المدرسة، وتظهر أهميته من خلال إعداد الأطفال للاندماج في المدرسة بسهولة أكبر، إلا أن الروض ليس ضروريا، لأن سن المدرسة، من الناحية النفسية، يتراوح بين ست سنوات وسن بلوغ، ولا يوجد دليل على أن الطفل الذي درس بروض الأطفال يكون أداؤه أفضل والعكس صحيح، لدينا العديد من الأمثلة لأشخاص نجحوا في مساراتهم المدرسية دون المرور من روض الأطفال.
ما هو دور المعلمين في كل هذا؟
في القسم الأول، يكون المعلم هو المسؤول عن التلاميذ، إذ تقع على عاتقه مسؤوليات التعلم، واتباع البرامج الرسمية، والأجواء والانضباط داخل الفصل الدراسي، وهو يمثل صورة الأب في عقل الطفل بطريقة لا شعورية، وهو أيضا الشخص الذي يكون على علاقة مع الوالدين ويطلعهم على تقدم ونتائج السنة الدراسية لطفلهم. يسعى المعلم كي يفهم التلاميذ معنى التعلم والغرض منه، ليخلق مناخا من الثقة بينه وبينهم، ويشجع مبادراتهم وجهودهم، ويعزز التفاعل بين التلاميذ، ويزرع فيهم الرغبة في التعلم ويعزز مشاركة الجميع. هدفه الأساسي هو خلق فضاء للعيش المشترك، حيث يمكن للطفل أن يجد نقطا مرجعية.