تختلف مناهج التربية والتعليم من مجتمع لآخر وتتباين ما بين تعليم تتحكم فيه الدولة وترسم معالمه وتحدد أهدافه، وبين فضاء تعليمي آخر يعتمد الإنفتاح ويترك للفاعلين كامل الحرية في التعاطي مع الأمر. فكان التعليم العمومي وظهر التعليم الحر لتزداد المنافسة فيما بين العرضين، وكل هذا يصب في تقوية النسيج التعليمي لإعداد أجيال من المواطنين يمتلكون المعرفة ويتحكمون في التنمية الفكرية، إلا أن العديد من العوامل تفرض نفسها لتحدد مسارات كل تعليم على حدة.
“الهروب إلى القطاع الخاص مرده عدم الرضا من العملية التربوية بالقطاع العام”
يقول محمد خوجة الكاتب العام للجامعة الوطنية للتعليم العالي:
إن للتربية والتكوين مكانة مركزية في حياة الأمم على اعتبار الدور الذي تلعبه في تخريج الأطر التي تقوم بعملية البناء وإنتاج المعرفة الضرورية لتقدم المجتمعات وتنميتها، وعليه فإن الدولة مطالبة بتوفير هذه الخدمة العامة لكل أفراد المجتمع كما ينص على ذلك الدستور المغربي.
غير أن تزايد الطلب على التعليم بكل مستوياته وارتباك السياسات العمومية في هذا القطاع الحيوي كان على حساب جودة العملية التربوية أمام الاكتظاظ، و لم يواكب تلك الحاجيات المتزايدة الأمر الذي دفع بالدولة اضطرارا إلى فتح المجال لتدخل الخواص. من حيث البنية التحتية لكن على حساب القطاع العام من حيث الأطر التربوية في غالب الأحيان. ويمكن القول إن العلاقة هي علاقة تكامل نسبي على اعتبار أن التعليم العالي الخاص لا يسلم شهادات وطنية معتمدة لولوج الوظيفة العمومية.
يمكن القول إن أي نوع من الخلاف بين التعليم العام والخاص مرده إلى الحيز المشترك بينهما وكذا تضارب المصالح حين نجد أصحاب مدارس «مرموقة» هم في الآن ذاته ضمن هيأة التدريس بالمؤسسات العمومية. كما أن جزء من هذا الصراع راجع إلى التذمر من ازدواجية المعايير المعتمدة في تقييم الطلاب بالنسبة لهؤلاء المزاولين بالعام و الخاص.
للتعليم الخصوصي منافع في تكوين عقلية الطفل
يقول رمزي(تقني) بنبرة حادة، الخصاص الكبير في الأطر الكفأة والإكتظاظ وضعف مستوى التعليم يجعلني لا أثق في المؤسسات العمومية، فالتعليم الخاص هو الأنسب يوفر الإهتمام الكافي بالأطفال ويشجعهم على الدراسة والعطاء. فالمدرسون بالتعليم الخاص يهتمون بالأطفال يرعونهم بشكل كبير ويتبعون خطواتهم طيلة مدة التدريس، وذلك بتنسيق مع الإدارة إلى جانب اللغات الحية التي يتعلمها الطفل في سن مبكرة والأنشطة الموازية التي تساهم في تفتق ذكاء الطفل.
المدرسة الخاصة تتطلب ميزانية خاصة
يقول الحبيب (موظف) لدي أربعة أبناء ولاحل امامي سوى تسجيلهم في المدارس العمومية رغم عدم ثقتي في المستوى التعليمي الذي تقدمه، فدخلي المحدود لايسمح لي بتسجيلهم في مدارس خاصة.هدا لايعني أني فقدت الثقة الكاملة في المدارس العمومية، كما أن المدارس العامة لها الفضل في تخريج أطر أبرزت مكانتها في المجتمع، كما أنه ليس باستطاعة كل مواطن تسجيل أبنائه في مدارس خاصة في ظل وجود ثلاثة أو أربعة أبناء.
التعليم الخصوصي يواكب متطلبات العصر
تقول فاطمة الزهراء (مهندسة إعلاميات ) أفضل التعليم الخاص لأنه البديل الأنسب لضمان تعليم جيد للأطفال عبر الإنضباط في الوقت، وتوفير ظروف ملائمة لتعليم يواكب متطلبات العصر كما أن الساعات المعتمدة لتعليم اللغة الفرنسية بالقطاع الخاص ضعف ماهو موجود في القطاع العمومي الذي يفتقر إلى أبسط الشروط، ويعرف مجموعة من المشاكل التي لاحصر لها كالإكتظاظ و الغيابات المتكررة للأساتدة و البرامج الهزيلة كلها عوامل تجعل الآباء يفضلون التعليم الخاص.
المصدر: F.A