حوار مع حياة شروق، المديرة العامة البيداغوجية لمجموعة مدارس « المدينة ».
هل كانت الدورة الأولى حاسمة في تقييم حصيلة السنة الدراسية؟
لا يمكننا تقييم حصيلة السنة الدراسية انطلاقا من مدة قصيرة لدورة مدرسية.
التوقف للتفكير في هذه المرحلة مهم جدا للقيام بعمل توجيهي من طرف التلميذ و الآباء والمدرسة، هذه النقطة للتأمل وهذا التساؤل يمكنان القيام بالتعديلات المهمة، ووضع أهداف جديدة، وتحضير أعمال جديدة كفيلة بمراجعة الخطوات واستدراك النواقص المسجلة.
ما هي الوسائل البيداغوجية الممكن اقتراحها للتلميذ الذي يواجه صعوبات؟
هناك صعوبات متعددة ومتنوعة، تفرض في البداية الوعي بالمشاكل، التي يواجهها التلميذ، إذا كانت الفحوصات، التي يجب أن تجرى من طرف الأخصائي تكشف عن صعوبات تتجاوز قدرات البيداغوجي، يجب أن يوجه الطفل للاختصاصي، أي مصحح النطق، وطبيب نفسي وطبيب أعصاب ومروض.
يكمن دور المدرسة في متابعة واهتمام خاص بالتلميذ. يمكن أن تأخذ هذه المتابعة لشخصية التلميذ أشكالا عدة: تخصيص ملف للمتابعة، الاستماع والاتصال بالتلميذ يمكنان من تقييم الذات، عبر المساعدة المنهجية والدعم البسيكلوجي والمدرسي وتوجيهه إلى خلية الاستماع الموجودة بالمدرسة مع نصائح ومساعدة للأسرة.
ما هي النصائح الممكن توجيهها للآباء الراغبين في مساعدة أبنائهم الذين يمرون مرحلة صعبة؟
شعارنا هو الوقاية خير من العلاج، فالحضور، والثقة، والحب، والاهتمام، والتواصل، والتفاهم، والليونة، كلها عوامل أساسية تجنب الطفل مواجهة مرحلة صعبة.
إذا طرحنا الآن المشكل وأردنا إصلاح الوضعية، يجب علينا قبل كل شيء البحث عن أساس المشكل، وتحديد مصدره. يجب التركيز على الوسط الأقرب للطفل الذي هو الأسرة، حينها سنكون قريبين من حل المشكل، بحيث سنتساءل هل هناك حدث ما خلق توترا داخل البيت؟، هل هناك مولود جديد غير مجرى حياة الطفل؟، أو هناك مشكل عائلي؟، أي غياب أحد الأبوين؟
عندما نعرف السبب الرئيسي سيكون علاج الوضع سهلا جدا، إن أية حالة قلق لهذا الطفل سواء داخل البيت أو في المدرسة تؤدي إلى تغيير سلوك التلميذ و يؤثر على مساره الدراسي. ولتجاوز هذه الحالة، علينا الاعتماد بالدرجة الأولى على التنسيق مع الإدارة التي تدرس الطفل، حتى يسهل التواصل وبالتالي تفادي عواقب سلبية من شأنها أن تؤثر على سلوك التلميذ.
هناك من يحمل المسؤولية للمؤسسة التعليمية كمصدر الإرهاق المدرسي وبالنسبة للبعض، فالآباء هم من يصعدون الأمور مع أبنائهم والمدرسين ما رأيكم؟
نعتبر الثقة المتبادلة بين الأسرة والمدرسة، من العوامل الأساسية التي يجب أن تبنى عليها العلاقة، ويجب على الآباء أن يثقوا في المدرسة التي اختاروها لطفلهم كما يجب على المدرسة أن تكون في مستوى تطلعات الآباء وعند حسن ظنهم. لتفادي الإرهاق الدراسي، على المؤسسات التعليمية أن تنهج طريقة تضمن التطور الأكاديمي للتلميذ إلى جانب توفير وسائل الراحة، وتشمل هذه الوسائل الموسيقى والرسم والمسرح والفنون التشكيلية، التي تساهم في الإبداع على الخلق أمامه.
لتطوير الأفكار لدى الطفل وتحفيزه على الإطلاع والتكوين وتسهيل تكوينه العلمي يجب تنظيم أنشطة تعليمية، المتمثلة في الموائد المستديرة، والرحلات والمعارض التشكيلية، والعروض، وأسابيع التكوين. كل هذه الأنشطة تساهم في تكوين الطفل ولن تؤثر على تحصيله اليومي داخل الفصل، لأنه كلما استوعب الأنشطة الفنية والرياضية والثقافية، كلما كان أكثر استعدادا لطلب العلم وكان متفوقا في دراسته.
بالنسبة للآباء، يجب أن لا يحصروا نجاح أبنائهم بتقييدهم فقط بما يتلقون داخل القسم، أي يقتصر التلميذ على التكوين الأكاديمي وحده، فالنجاح يتحقق بالجمع بين البيت والمدرسة والطفل الناجح هو الطفل الذي له الثقة الكاملة في نفسه وبمساعدة والديه والأساتذة، سيعطي كل ما في وسعه ليصبح ناجحا في مساره الدراسي والتعليمي.
المصدر: F.A