أثبتت العديد من الدراسات أن معظم الحوادث التي يتعرض لها الاطفال تقع غالبا في المحيط المباشر، يعني المنزل، في هذا الصدد خصصت الدكتورة فاتحة مرشيد، أخصائية في طب الأطفال جزءا مهما من كتابها حول الإسعافات الأولية، تحذر فيه من المخاطر التي قد يتعرض إليها الطفل إذا لم نتخد الاحتياطات اللازمة. تقدم الدكتورة فاتحة مرشيد في الشطر المخصص للحوادث المنزلية، نصائح ثمينة للآباء لتفادي الاخطار وجعل المنزل أكثر أمانا.
معظم الحوادث تقع في المنزل و تصيب أساسا الأطفال الذين يقل سنهم عن الخمس سنوات.
فالطفل إبتداء من الشهر الخامس يصبح قادرا على الإمساك بالأشياء بيده و وضعها في فمه. و هكذا فهو يستطيع أن يبتلع مادة سامة أو جسمها غريبا فيختنق.
و كلما كبر في السن، اكتسب قدرات جديدة.وكلما سعى إلى اكتشاف العالم من حوله،ازدادت المخاطر التي تهدده.لذا علينا أن نحيط أطفالنا بالعناية الكافية لحمايتهم.
الحرص على سلامة الطفل لا يعني تقييده و منعه من الإحساس بالحرية و الثقة في النفس.و إنما هو ترتيب الأمور من حوله بطريقة تمكنه من اللعب و الإستكشاف دون أن يعرض نفسه للحوادث.
إذ من الممكن جدا تفادي الحوادث المنزلية بجعل المنزل أكثر أمانا.
المطبخ
يعتبر المطبخ أكثر قاعات المنزل خطرا على الطفل، و يزيد خطورة حين تكون الأم مشغولة في عملية الطبخ.لذا يتعين على الأم إبقاء الطفل بعيدا عن الفضاء الذي تعمل فيه،و ذلك بوضعه في مهد هزاز أو في قفص للعب.مع الحرص على اتخاذ الإحتياطات التالية:
- عدم ترك الطفل وحده في المطبخ.
- إبعاد موقد الطهي عن متناول يد الطفل،و عدم ترك قنينة الغاز الصغيرة أو الكانون ( المجمر ) على الأرض حتى لا تلامس يده النيران أو يحترق بالسوائل
- الساخنة.
- تحذير الطفل من لمس باب الفرن حين يكون حارا.
- تحويل مقابض القدور و يد الطنجرة إلى الخلف كي لا تطولها يد الطفل فيسحبها نحوه و يحترق.
- وضع علب عود الثقاب و القداحة (الولاعة) و الشموع في مكان آمن.
- وضع المأكولات و المشروبات الساخنة على مؤخرة السطوح في المطبخ و في وسط الطاولة أثناء الواجبات كي لايتمكن الطفل من إلتقاطها.
- عدم استعمال غطاء لطاولة الطعام إذا كان الطفل يمشي،فقد يجذبه نحوه فتنسكب الأطعمة الساخنة عليه.
- وضع الأدوات الحادة كالسكاكين و المقص و غيرها في درج مقفل بإحكام.
- الاحتفاظ بمواد التنظيف وكل المواد السامة في علبها الأصلية و وضعها في خزانة مقفلة بعيدا عن متناول الطفل.
- عدم ترك أرضية المطبخ مبللة ومسح كل بقعة سائل بعد انسكابها مباشرة.كي لا يتزحلق الطفل بسببها.
- وضع غطاء على كل موصل كهربائي و إبعاد كل الآلات الكهربائية على متناول الطفل.
- إبعاد صندوق النفايات عن متناول الطفل فقد يعبث بما بداخله من مواد معدنية زجاجية أو مواد سامة و غيرها.
- عدم ترك الأكياس البلاستيكية في متناول الطفل قد يضعها على رأسه و يختنق.
غرفة النوم
يقضي الطفل الكثير من وقته في غرفة نومه لذا فهي تستوجب منا عناية خاصة حتى يتسنى للطفل اكتشاف أرجائها و اللعب فيها بأمان.
و هذه بعض الاحتياطات التي يتعين إتخاذها :
- بالنسبة للسرير إذا كان يتوفر على قضبان فيجب أن تكون المسافة بينها ضيقة حتى لاتتم محاصرة رأس الطفل.ويجب تفادي ربط الدمى للقضبان بواسطة حبال قد تلتف حول عنق الطفل.أما الفراش فيتعين وضعه على أكثر المسويات انخفاضا،حتى قبل أن يتمكن الطفل من الوقوف،و تجنب وضع وسائد و لعب كبيرة في السرير كي لا يتسلقها الطفل و يغادر السرير أو يسقط منه.
- أما الوسادة فلا يجب وضعها فوق فرشة السرير قبل أن يتجاوز الطفل عامه الثاني بل من المفيد وضعها تحت فرشة السرير خاصة عند الرضع الذين يعانون من التقيؤ الناتج عن الارتداد.
- وضع الدمى و اللعب على رف منخفض عند متناول الطفل.
- منع الحيوانات الأليفة من دخول غرفة الطفل و خاصة الرضيع.
- عدم ترك المدفئة الكهربائية أو الغازية مشتعلة في غرفة الطفل بعد نومه.و تجنب التدفئة بواسطة الكانون أو (المجمر) فقد تسبب في تسمم بأكسيد الكربون.
- عدم ترك الطفل في مكان عال ولو لبرهة فقد ينقلب ويسقط على الأرض.
- إستعمال أحزمة الأمان حين وضع الطفل في كرسي الطعام العالي أو في مهد هزاز.
- عدم وضع المهد الهزاز في مكان مرتفع قد يسقط بسهولة
اختيار لعب متلائمة مع سن الطفل،غير قابلة للاشتعال،مصنوعة من مواد غير سامة،ولا تحتوي على أجزاء صغيرة يمكن ابتلاعها.
الحمام
لا تخلو غرفة الحمام من مخاطر فقد يتعرض الطفل داخلها لحوادث مثل :
الجرح، الحرق، الغرق، الصدمة الكهربائية، وكذا التسمم بمواد التجميل. و هذه كلها حوادث يمكن تفاديها باتخاذ الاحتياطات الوقائية التالية:
- عدم ترك طفل صغير وحده في الحمام فقد يفتح حنفية الماء الساخن و يحترق.
- عدم ترك الطفل الصغير وحده في المغطس ولو للحظات قليلة، ولو في ماء قليل فقد يغرق في ثلاثين سم من الماء.
- استعمال بساط مانع للانزلاق في المغطس.
- التأكد من اعتدال درجة ماء الحمام قبل وضع الطفل بداخله.
- إبعاد كل الأدوية و مستحضرات التجميل عن متناول الطفل ووضعها في خزانة مقفلة.
- عدم استعمال الالات الكهربائية في الماء.
غرفة الجلوس أو الصالون
تقضي الأسرة معظم وقتها في غرفة الجلوس، التي تشكل فضاء مغريا للعب بالنسبة للأطفال، لذا يتعين اتخاذ بعض الاحتياطات اللازمة لحماية الطفل من بعض الحوادث:
- تغليف الزوايا الحادة للطاولات فقد تشكل خطرا على الطفل إن هو اصطدم بها.
- عدم ترك السجائر و عيدان الثقاب و أدواث الخياطة و القطع النقدية في متناول الطفل.
- وضع حاجز حول موقد النار.
- وضع جهاز التليفزيون بعيدا عن متناول الطفل.
- وضع عازل وقائي على كل آلة كهربائية من شأنها أن تسبب في صدمة كهربائية (مكيف هوائي، الخيوط الكهربائيةالمكشوفة).
- إبعاد النباتات المنزلية عن الطفل الصغير فقد يبلع أوراقها، و الحرص على اختيار النباتات غير السامة.
- وضع شبابيك على كل النوافذ.
الحديقة
يتعين علي الوالدين مراقبة الطفل و هو يلعب في الحديقة، فهي لا تخلو من المخاطر، و كذا مراعاة القواعد الوقائية التالية:
- التأكد من عدم وجود نباتات سامة في الحديقة.
- عدم ترك الطفل يلعب قرب حوض السباحة.
- في حالة وجود بئر في الحديقة يجب تغطيته ووضع حواجز حوله.
- تحذير الطفل من تناول اي ثمار من الأشجار.
- إبعاد كل المبيدات الحشرات و الأعشاب الضارة و المخصبات الزراعية و كل المواد السامة عن متناول الطفل.
- إقفال باب الحديقة بإحكام كي لا يخرج الطفل إلي الشارع.
- مراقبة صيانة الأرجوحة و الأجهزة التي يلعب فيها الطفل.
المصدر: F.A