إن لمشاعر الخوف أهمية قصوى لدى الإنسان للحفاظ على حياته. أما الذين لا يخافون مطلقا تتعرض أحيانا حياتهم للأخطار. فشعور الفرد بحالات من الخوف الطبيعي الذي يتشكل نتيجة لتعرضه لمواقف تثير القلق يعتبر أمرا عاديا يحدث للجميع بين وقت و أخر. تمر تلك الحالات بسلام و لا تترك أثرا و لا تسبب حالات مرضية. كما يحدث أحيانا نوع من التوتر الممزوج بشعور الخوف قد يكون شديدا و لكنه لا يستمر طويلا و يطلق عليها بنوبات الهلع و الفزع. في حين يصاب البعض بنوع من القلق الذي قد يطول فترة من الزمن مما ينعكس سلبا على سلوكهم و قد يمهد الطريق للإصابة بالرهاب او الفوبيا (phobies).
تختلف الفوبيا عن الخوف الاعتيادي ذلك أنها مرحلة متقدمة من الخوف المتكرر و الشديد رغم انه في غالب الأحيان يكون غير معقول و غير مبرر، حيث يعجز الفرد عن تفسيره. و يستمر خوفه من المواقف بالرغم من انه يعرف بأنها لا تضره. إلا انه مع تطور الحالة تصبح لها انعكاسات سلبية حيث تؤدي إلى شعور المصاب بالخجل من نفسه ثم الشعور بالعزلة و كثيرا ما يشكو من ضعف الثقة بالنفس و اضمحلال و تردي في شخصيته.
المثير للدهشة ان أنواع الفوبيا متباينة مسبباتها و لكل منها اسمها الخاص فعندما نود أن نطلق على نوع من الخوف اسما ما يكون هذا الاسم مكون من جزئيين احدهم اسم المسبب و الأخر يكون حتما كلمة فوبيا.
عموما تنقسم الفوبيا الى 3 انواع رئيسية وهي الفوبيا المرضية و الفوبيا الاجتماعية و أخيرا الفوبية المحددة.
أصحاب الفوبيا الأولى تجدهم يخشون التواجد في الأماكن المفتوحة و العامة و هذا راجع إلى خوفهم من عدم المقدرة على الهروب بسهولة من موقف معين او مكان محدد اما اصحاب الرهاب الاجتماعي او ما يعرف بالفوبيا الاجتماعية فهم يهابون بشدة التواجد بين الناس او في المواقف الاجتماعية و النوع الاخير فيكون موجه الى شيء او مكان او موقف بعينه مثال على ذلك فوبيا ركوب الطائرات، فوبيا الأحاديث العامة أمام جمهور كبير…أما أنواع الفوبيا المحددة و اختصارا لعددها الكبير يمكننا إدراجها تحت 4 أنواع وهي فوبيا الحيوانات و فوبيا البيئة الطبيعية و فوبيا الحقن و أخرى فوبيا المواقف المختلفة.
الا ان هناك انواع اخرى من الفوبيا التي يصعب على الجميع تصنيفها ضمن المجموعات التي سبق ذكرها و ذلك يرجع إلى غرابتها و عدم منطقية تصنيفها كفوبيا، الا انه رغم ذلك لا يمكننا نفي وجودها.
فوبيا الورق
هذا الخوف غير المبرر تجاه الورق في صوره المختلفة. فالمصاب بهذه الفوبية الورقية قد لا يستطيع حتى لمس الورق اما البعض الأخر فقد يخشى الورق المقطع أو المبلل وحتى الورق الأبيض اللون.
فوبيا القيء
ربما تسمع هذا النوع الغريب لأول مرة في حياتك ذلك لان اصحاب هذه الفوبيا لا يفضلون الحديث عنها لأن مجرد ذكرها يشعرهم برغبة في القيء و الواقع أن أصحاب هذه الفوبيا يخشون المرض ومن تم الرغبة القهرية في القيء.
فوبيا النوم
يشكل النوم نحو ثلث عمرنا اذا لا يمكن إنكار أهميته القصوى في حياتنا لكن هناك فئة من الناس لديهم خوف غير مبرر من النوم مما يؤثر على حياتهم سلبا من إرهاق و عدم نيل القدر الكافي من النوم. لذا لا يوجد سبيل لديهم سوى تناول الأقراص المنومة التي ربما تمنحهم قسطا من النوم القهري.
فوبيا الشباب
هذا النوع من انواع الفوبيا المضحكة و الغير مخيفة فهي تاتي الى كبار السن فقد اعتدنا على رؤية الشخص العجوز متقلب المزاج خصوصا من الشباب في سن المراهقة و نراه دائما ما يسعى الى توبيخهم حتى من دون سبب.
فوبيا الخوف
المعجزة التي يحققها المصاب بفوبيا الخوف هي الخوف من الخوف نفسه. نحن كبشر نخاف و نرتعب و لكن ان يصل بنا الامر الى مجرد معرفة الخوف تصبح هذه الفوبيا قاتلة.
الفوبيا الأكثر شيوعا
أنواع الفوبيا كثيرة وعديدة. في ما يلي العشرون الأكثر شيوعا:
- الخوف من المساحات الخالية أو الخلاء الواسع الفسيح Agoraphobia
- الخوف من الأماكن والمناطق المرتفعة Acrophobia
- الخوف من القطط Ailurophobia
- الخوف من مشاهدة الأزهار والورود Anthophobia
- الخوف من الإنسان وبشكل خاص من الرجال Anthrophobia
- الخوف من الماء Aquaphobia
- الخوف من البرق Astraphobia
- الخوف من الجراثيم والبكتيريا ( وسوسة النظافة) Bacteriophobia
- الخوف من الرعد Bronophobia
- الخوف من المناطق المغلقة Claustrophobia
- الخوف من الكلاب Cynophobia
- الخوف من الشياطين والجن والأرواح الشريرة Demonophobia
- الخوف من الخيل (الحصان) Equinophobia
- الخوف من الزواحف ( أفاعي، عقارب، صراصير، سحالي، الخ) Herpetophobia
- الخوف من أي شيء يمكن أن يلوث جسم أو ثياب الإنسان أو يلوث (روح) الإنسان. Mysophobia
- الخوف من الأرقام (التشاؤم من الأرقام) Numero phobia
- الخوف من الظلام بما يلي في ذلك الغرف المعتمة حتى في وضح النهار.
- الخوف من الأفاعي بشكل خاص وليس بقية الزواحف Ophidio phobia
- الخوف من النار Pyro phobia
- الخوف من الحيوانات بأنواعها Zoo phobia
المصدر: F.A