يرتبط مرض التوحد عند الاطفال بنمو الدماغ، فهو إعاقة في النمو تؤثر على كيفية تمييز الطفل للآخرين والتعامل معهم على المستوى الاجتماعي. وقد نجحت عدة تجارب في تحديد علامات مبكرة للتوحد عند الأطفال اللذين تتراوح أعمارهم بين 6 و12 شهرا، للاستفادة من التشخيص والعلاج المبكرين.
ومن المهم عند ملاحظة العلامات المبكرة عند الطفل أن يستشير الأبوان طبيبا مختصا وذلك للتعرف على الحلول والسلوكيات التي يجب اتباعها لتجنب المضاعفات التي قد تؤثر على الطفل مستقبلا.
وبالرغم من اختلاف خطورة وأعراض مرض التوحد الطفل من حالة إلى أخرى، إلا أن جميع الاضطرابات الذاتية تُؤثر على قدرة الطفل على الاتصال مع المحيطين به وتطوير علاقات متبادلة معهم.
إلى حد الساعة ليس هناك وجود علاج لمرض التوحد عند الطفل، إلا أن العلاج المكثف والتشخيص المبكر يُمكنه أن يُحدث تغييرًا ملحوظًا وجديًا في حياة الأطفال المصابين بهذا الاضطراب.
وفي هذا المقال سنتطرق إلى مجموعة من المعلومات وطرق التعرف على التوحد مبكرًا لتجنب المضاعفات.
العلامات الشائعة للتوحد عند الطفل
- تأخير في تطور اللغة: يصاب الطفل بتأخير أو تراجع في اللغة المنطوقة، واستخدام محدود للغة عند التواصل.
- الانعزال: يفضل الأطفال التوحد اللعب الفردي مع عدم المشاركة في اللعب الاجتماعي مع الآخرين وعادة ما يتم ملاحظة اللعب غير النمطي أو الحركات المتكررة عند أطفال التوحد، مثل فتح وإغلاق الأبواب، وإضاءة وإطفاء الأنوار.
- عدم وجود تتبع بصري للأشياء: مثل التأثر بالضوضاء أو الانتباه لإشارة معينة.
- عدم الاتصال بالعين، مثل النظر إليك عند الرضاعة أو الاستجابة لابتسامتك.
- عدم التجاوب مع أسمائهم عند النداء أو على صوت مألوف.
- لديه أنماط حركية غريبة أو سلوكيات متكررة.
- المشي على أصابع القدم.
- البعد عن الوالدين: الطفل المصاب بالتوحد لا يرفع يديه إذا حاول الأب أو الأم حمله، ولا يبكي إذا رأى أحدهما يغادر، كما يكون الطفل خجولا من التواصل مع والديه، بل سيتجنب النظر إليهما، وهذا أمر غريب ألا يهتم طفلك بغيابك عن ناظريه، أو الانتباه لاسمك أو وقع خطواتك!
ويمكن تشخيص إصابة الطفل بالتوحد في وقت مبكر من عمر 18 شهرًا، رغم أن العلامات تظهر عادةً في سن 3 سنوات، إلا أن التدخل المبكر وفهم العوامل المساهمة يمكن أن يكونا مفاتيح لتقديم المساعدة للطفل والتكيف مع أعراض التوحد.
ورغم عدم وصول العلماء إلى إجابة محددة بشأن أسباب التوحد عند الطفل، فإن الدراسات السابقة تشير إلى احتمالية أن يكون التوحد مرضا وراثيا، لاسيما إن كان أحد الأبوين يحمل هذا الاضطراب الجيني فقد يتم نقله إلى الطفل.