ينزعج منها كثير من الآباء، وقد تكون مصدر دعر في بعض الأحيان. إنها حساسية الأطعمة عند الأطفال. كيف نتعرف على الحساسية وما هي أهم الأعراض وكيف تتم المعالجة منها؟ الأجوبة مع طبيبة الأطفال د. حنان بنخضرة بن عبدالرزيق.
غالبا ما تكون نتيجة لعدم نضج في جهاز المناعة، يمكن للحساسية أن تصيب الرضع حديثي الولادة. «فعند حديثي الولادة والرضع، تكون الحساسية لبروتينات حليب البقرة أكثر انتشارا، حيث يمكن ان تظهر منذ الساعات الأولى للولادة بنسبة 10 بالمائة من الحالات، وفي 24 ساعة الأولى عند 30 بالمائة، وفي سن الثلاث أشهر ل75 و100 بالمائة». تقول د.حنان بنخضرة طبيبة أطفال. يمكن لأطعمة أخرى أن تسبب حساسية، مثل البيض والفواكه والبقوليات (الفول والصويا) والقشريات والأسماك والفول السوداني والمكسرات وغيرها. إذا كانت بعض أنواع الحساسية تظهر علامات خارجية، فهناك انواع أخرى صعبة الكشف، مثل النوع الناتج عن بروتين حليب البقرة. يمكن لهذه الأخيرة أن تظهر مباشرة بعد الولادة حيث تسبب قلقا كبيرا للأبوين. يجب أن نعرف أن هذه الحساسيات تثير أعرضا مختلفة مثل ردود فعل جلدية (قلس وتقيؤ وغثيان وآلام البطن وإسهال والتهاب القولون وفقدان الوزن والإمساك وفقدان الشهية. الخ.) أو في أحيان نادرة، اضطرابات في الجهاز التنفسي أو الأنف والحنجرة (التهاب الأنف المستمر والسعال والصفير عند التنفس والتهابات الأذن والربو…)
تحديد موقع العدو
«قي حال وجود حساسية لبروتينات حليب البقرة، من السهل التعرف على الأعراض. تبدأ بتقيؤ وإسهال بل وحتى صدمة. أعراض تظهر وتعود للاختفاء بعد بضع ساعات من تناول زجاجة الحليب». تؤكد الدكتورة بنخضرة. وأيضا عندما يكون المصدر الوحيد للغداء هو الحليب، تكون الحساسية الوحيدة الممكنة بسبب بروتينات حليب البقرة،وتؤكد أيضا أن « الرضاعة الطبيعية تمنع الحساسية الناتجة عن حليب البقرة على الأقل حتى فترة التنوع الغذائي». يكمن الحل اذن في اعطاء الرضيع حليب بديل، خالي من أي حساسية. وتبقى هذه الحساسية حسب الخبراء مؤقتة في أغلب الأحيان حيث أنها لا تستمر أكثر من سنة. عدو آخر يمكنه أن يواجه الرضيع وهو الحساسية من الغلوتين والتي تظهر عند الفطام حين يبدأ جسم الطفل يستقبل أنواع جديدة من الأطعمة. قد تكون خسارة بعض الوزن والإسهال المستمر علامات على وجود هذه الحساسية. يكون تحديد نوع الحساسية بالنسبة لطفل مفطوم أمر جد صعب، حيث تكون الحاجة ملحة لتحديد نوع الغذاء الضار من أجل اقصائه من صحن طفلكم. يمكن للتنوع الغذائي أن يفتح المجال أمام حساسيات أخرى. الأغذية الرئيسية المسببة لهذا هي: البيض والفستق والحليب والسمك.
توارث عائلي
يكون الأطفال الذين لآبائهم تاريخ مع الحساسية أكثر عرضة لهذه الأخيرة. تكون نسبة احتمال تعرض طفل لحساسية غذائية 20 في المائة عندما لا يكون أحد الأبوين مصاب بحساسية. وتكون النسبة 40 في المائة عندما يكون أحد الأبوين مصاب بحساسية وقد ترتفع الى 60 في المائة إذا كان كلاهما مصاب. وعند الأطفال الصغار تتمثل الأطعمة الأكثر تسببا للحساسية في الحليب والبيض والقمح والفول السوداني. وعند الأطفال الراشدين قد يكون الفول السوداني والرخويات مصدرا لها.
حوار مع الدكتورة حنان بنخضرة بيندرازيك، طبيبة أطفال
ماهي أنواع الحساسيات الأكثر انتشار بين صفوف الأطفال، وما هي أسبابها؟
عند الأطفال، تكون المواد المتواجدة في الأغذية من أصل حيواني من مسببات الحساسية الغذائية. وعند الرضع وحديثي الولادة، تكون الحساسية من بروتينات حليب البقر أكثر انتشارا حيث يمكنها أن تظهر في الساعات الأولى من الولادة عند 10 في المائة من الحالات، وفي 24 ساعة الأولى عند 30 بالمائة من الحالات وعند 70 و 100 في المائة من الحالات قبل بلوغ ثلاث أشهر. السبب الرئيسي الثاني للحساسية عند الأطفال هو الحساسية من البيض. توجد أغذية اخرى مسببة للحساسية مثل الفواكه، والبقوليات (الفول والصويا)، والأسماك والمكسرات وغيرها.
ما هي العلامات التي من واجبها تنبيه الآباء؟
عند وجود حساسية لبروتين حليب البقرة يكون من السهل التعرف على الأعراض، والمتجلية في اسهال وقيء وصدمة، حيث تختفي في غضون بضع ساعات وتظهر مرة أخرى عند تناول زجاجة حليب ثانية. فيما يتعلق بحساسية الأطعمة الأخرى، يمكن أن تظهر أعراض حادة مباشرة بعد تناول الطعام أو بعد ساعات من ذلك متجلية في حساسية قوية ومظاهر مزمنة على الجهاز التنفسي، سيلان الأنف، عطس، سعال، ونوبات ربو. وأعرض جلدية مثل تورم الشفتين والفم والوجه واللسان أو الحلق، والتهابات جلدية كالإكزيما والطفح الجلدي اللذان من شأنهم اثارة الحكة. وهناك أيضا أعراض متعلقة بالجهاز الهضمي، كآلام في البطن وإسهال وغثيان ويقيء وانتفاخ البطن.
هل يمكن أن نعالج الحساسية الغذائية؟
تشكل الحمية والنظام الغذائي الجيد العلاج الوحيد تقريبا، وفي نفس الوقت اختبار تشخيص أساسي. يجب لهذه الحمية أن تحترم التوازن الغذائي ويجب تقييم فعاليتها في وقت مبكر، لكي لا يتم اتباعها ما اذا كانت دون نتيجة.
وفي حالة وجود حساسية متنوعة، يجب اتباع حمية تحت مراقبة خبير تغذية.
يتطلب علاج ردود الأفعال الحادة وجود عدة مكونة من: الأدرينالين في حقن، الكورتيزون الذي يؤخذ عن طريق الفم أو الذي يحقن عن طريق العضلة، وموسعات القصبة الهوائية في حالة وجود تشنج قصبي.
ما هي النصيحة التي يمكنك أن تقدميها للآباء؟
أثناء الفطام يستحسن إدماج الأغذية بشكل تدريجي من أجل الكشف عن الأطعمة المسببة للحساسية، والرضاعة الطبيعية بطبيعة الحال. ولا ننسى أيضا الوسط المدرسي للطفل.
المصدر: F.A