قد يكون سر مقاومتكم لآثار السن نابعا من صحنكم و ليس من الكريمات و المستحضرات المعروفة بقدرتها على محاربة علامات الشيخوخة. و قد أجمع العلماء اليوم على أن بعض الأغذية هي بمثابة منجم للحفاظ على الصحة.
ما من شك في تأثير التغذية على صحة الإنسان، و هناك العديد من الدراسات التي أنجزت في هذا المجال، آخرها هي تلك التي نشرتها المجلة الخاصة بالجمعية الطبية الأمريكية، التي قامت بدراسة حالة 40.000 امرأة لمدة 5 سنوات. و قد أثبتت هذه الدراسة أن النساء اللواتي يعتمد نظامهن الغذائي على الحبوب و الفواكه و الخضر، مع القليل من المواد الدهنية يعشن أفضل و يعمرن طويلا. كما أن مخاطر الوفايات تقل لديهن بنسبة 30 % عن غيرهن من النساء. لكن القول بأن التغذية غير المتوازنة هي السبب في الإصابة ببعض الأمراض هو أمر خال من الصحة، إذ هناك العديد من العوامل الأخرى البيئية أو الجينية التي يجب أخذها بعين الاعتبار.
و لكن هذا لا يمنع من أن سوء التغذية قد تتسبب، على المدى القصير أو الطويل، في بعض الأضرار. فالتغذية السليمة لا تعني أبدا الإسراف في الأكل، بل الانتباه إلى جودة و كمية الأغذية التي نتناولها من أجل الحفاظ على الصحة. و تؤكد الدكتورة مريم خالد، و هي أخصائية في التغذية على أنه «لا يهم أن نأكل كثيرا و أن نتناول العديد من الأطعمة في الآن ذاته، لكن المهم هو الاستفادة من أفضلها و معرفة ما نأكل و خاصة متى نأكل». كما يجب الحرص على تناول الثلاث وجبات الرئيسية في وقتها و تفادي الأكل بين الوجبات ما أمكن و إحداث قطيعة مع العادات الغذائية السيئة.
و هذا ما يدفع الأخصائيين في نظام الحمية و أخصائيي التغذية و العلماء إلى القول بأن تغذية سليمة، متوازنة، جيدة و متنوعة ستساهم لا محالة في رفاهية الإنسان. و هذا ما تؤكد عليه الدكتورة م. خالد بالقول بأن «التغذية المتوازنة و الغنية بالمواد الطرية تعمل على تجنب النقص، و على كل شخص أن يعمل على ملاءمتها بطريقته الخاصة. فالأشخاص الذين يراكمون العوامل المؤدية إلى الإصابة بأمراض القلب و الأوعية الدموية و السرطانات (ارتفاع الضغط الدموي الحاد، السمنة، السكري، التدخين، التعاطي للكحول) ملزمون باستهلاك الخضر و الفواكه بكثرة و بالحفاظ على توازنهم الغذائي».
الحفاظ الدائم على الشباب و اللياقة
«ليكن غذاؤك هو دواؤك الخاص». لا تزال هذه المقولة لأبقراط معمولا بها أكثر من أي وقت مضى. بل إنه من الممكن اليوم أن نحدد بدقة و بشكل علمي منافع كل غذاء على حدة و تأثيره على الخلايا و الذاكرة و البشرة، إلخ. لذا للمحافظة على الشباب و تجنب الأمراض، تنصح الدكتورة م. خالد بتناول الخضر و الفواكه الغنية بالمغذيات المضادة للأكسدة.
و بالتالي فلن نتمكن أبدا من الثناء على منافع الفواكه الحمراء، الغنية بالمواد المضادة للأكسدة، و السمك (و خاصة سمك السلمون) المعروف بغناه بمادة الأوميغا 3، و الجوز، الذي يعج بالبروتينات و المغنيزيوم و الفيتامينات B و E و كذلك الخضر الصفراء (كالجزر و القرع و البطاطا الحلوة)، الغنية بالفتامين A . و تنصح الدكتورة م. خالد بعدم «الاستغناء أبدا عن الأزميغا 3، لأنها لا تقوم فقط بمساعدتنا على التكيف مع الظروف المناخية القاسية، بل تجعل أغشية الخلايا أكثر رشاقة. فهي تساعد على جودة و سرعة التبادلات فتجعل الجسم مثلا يستفيد من الأوكسجين بشكل أفضل. و يجب أيضا أن نستحضر أننا قد لا نستفيد من البروتينات و الدهنيات و السكريات الموجودة في الأطعمة في غياب المغذيات الدقيقة التي تعمل على تحويلها إلى طاقة. و يعد المغنزيوم و الفيتامينات A وB و E أهمها على الإطلاق. دون أن ننسى كذلك أن حركية الجسم رهينة بما نقدمه له من مضادات الأكسدة و الألياف. لذلك، يجب تناول الفواكه الموسمية و تفادي غير الموسمية التي تعج بالماء و المواد الحافظة. كما يجب تناول حبوب كاملة و خضر طرية كل يوم قصد الاستفادة من الألياف». و عموما، يجب أن نحرص على التغذية المتنوعة دون إفراط أو تفريط و دون أن نتجاهل لذة الذوق و الطعم. و بالتالي، سيكون مفهوم الصحة في ارتباط وثيق مع اللذة هو الضمانة الحقيقية لشباب الجسم و الروح.
الأطعمة الصحية
يجب تناول فاكهة الكيوي و الحمضيات (البرتقال و اليوسفي و الليمون و الليمون الهندي…) مرة في اليوم. يعمل الفيتامين C على محاربة التعب و التوتر.
تعمل التوابل و النكهات على تخفيض نسبة الملح و تساعد على تسهيل عملية الهضم.
تعتبر الشكولاته السوداء مصدرا للمغنيزيوم و هي مفيدة جدا للشرايين الدموية و القلب و المزاج.
الطماطم غنية بمادة الليكوبين والكاروتين و هما مادتان مضادتان للأكسدة، تحميان الشرايين وتعملان على مكافحة السرطان.
بفضل توفره على مادة الكبريت، يؤثر البصل إيجابيا على البكتيريا المتواجدة في الأمعاء، بالإضافة إلى دوره في محاربة الشيخوخة.
يعتبر الجوز و البندق و اللوز مصدرا للدهنيات «الجيدة» و البوتاسيوم و الألياف و الفيتامينات B و E. و يقلل استهلاكها من التعرض لمخاطر أمراض القلب و الشرايين.
المصدر: F.A