أصبح جهاز التكييف ضروريا لقضاء الصيف في جو منعش، فهو يساعد على تفادي حرارة النهار وقضاء ليال هادئة. وفيما يلي نصائحنا لاختيار مكيف الهواء الأنسب لبيئتك.
أصبح وجود مكيف الهواء بالمنزل دارجا جدا في السنوات الأخيرة، حتى أصبح مألوفا. لكن في الوقت الذي تعدنا الأجهزة الموجودة في السوق بالحصول على الانتعاش المنشود خلال الصيف، فليست كلها في الحقيقة قادرة على تحقيق ذلك. ويؤكد لنا أحد خبراء مكيفات الهواء: «أصبحت أجهزة تكييف الهواء اليوم في متناول الجميع، فقد تراجعت أسعارها تراجعا كبيرا لحد أصبح معه جهاز التكييف ضروريا، تماما مثل التلفاز أو الثلاجة. وتتغير الأسعار حسب الجودة والطراز».
وهكذا، قبل عقد العزم على شراء أحدث طراز في الأجهزة، يتعين طلب مشورة مهني مختص لأنه الكفيل بمساعدتك على تحديد جهاز التكييف المناسب لمنزلك، مع الأخذ في الاعتبار عدة معايير مثل حجم المكان، وعدد النوافذ والأشخاص، والتعرض لأشعة الشمس، وغيرها. ويذكّر مدير قسم التكييف لدى LG: «ينبغي طلب مشورة المتخصصين في المجال (مثل المهندسين، وأعوان التركيب، والتقنيين)، وتمكينهم من زيارة تقنية لتحديد احتياجات التبريد المضبوطة مقارنة مع المكان المراد تكييف هوائه». بالفعل، فالمهني المتخصص هو الأكفأ لتقديم النصح حول اختيار جهاز التكييف المناسب (المقسّم، الجداري أو السقفي).
حدد اختيارك
تعمل أجهزة التكييف الأكثر شيوعا في السوق بنظام «التقسيم» الذي يقتضي إخراج حرارة الغرفة مع إنتاج الهواء البارد فيها. وتتكون هذه الأجهزة عموما من جزءين، يتم تثبيت أولهما في الداخل (الذي ينفث الهواء البارد)، والثاني في الخارج (الذي يصدر الهواء الساخن). ويتمتع هذا النوع من الأجهزة بقدرة عالية إذ يمكنه تكييف غرفة مساحتها 50 متر مربع أو أكثر، حسب الطراز. وحتى تحدد اختيارك، من الضروري أن تعرف بوضوح مساحة المكان المراد تكييفه.
وينبغي حساب حوالي 100 واط لكل متر مربع حتى تكون القدرة مناسبة لشكل الغرفة، ثم يرتفع عدد الواط اعتمادا على عدد الأشخاص الذين يعيشون في المنزل، وعلى الإضاءة، والتعرض للشمس وعدد الأجهزة التي تشتغل.
ولا شك أنه للحصول على تكييف أمثل ينبغي أن يكون الجهاز ملائما لمساحة الغرفة، وإلا ترتفع فاتورة الكهرباء ارتفاعا ملحوظا. ويضيف هذا المسؤول في أجهزة التكييف: «عندما يكون جهاز التكييف غير ملائم فإنه يستهلك كمية مرتفعة من الطاقة، إضافة إلى أنه ينبغي تشغيله مدة أطول لتكييف هواء المكان. وعندما يكون الجهاز في طور التشغيل، لا ينبغي ترك الأبواب والنوافذ مفتوحة، وذلك لسببين: يستجيب مكيف الهواء لقدرة تبريد معينة وتضر به تيارات الهواء، فضلا عن فقدان الطاقة». وأخيرا، لا ينبغي أن ننسى بأن الفرق في درجة الحرارة بين الداخل والخارج لا يجب أن يتجاوز 7 درجات مئوية.
ينبغي أيضا الانتباه إلى معدل إزالة الرطوبة! ويعبّر عن هذا المعدل باللتر في اليوم، وكلما كان مرتفعا كلما أحدث الجهاز مناخا مريحا. وتسمح هذه الوظيفة بالتنفس بطريقة أفضل في الغرفة، وتساهم في إزالة الشعور بالحرارة الخانقة.
ومن حيث الابتكار، يقترح المصنعون اليوم أنظمة تطهر الهواء المحيط، فضلا عن تكييفه. وهكذا نجد أنظمة مضادة للروائح ومضادة للجراثيم أو أيونية.
كما أن المصنعين انكبوا على الجانب الجمالي من خلال توفير وحدات داخلية تشبه لوحات عصرية وتنسجم تماما مع الديكور المعاصر. وبالإضافة إلى ذلك، ولتوفير الراحة المثلى، فكّر هؤلاء المصنعون في أدق التفاصيل: معدِّل الحرارة، وجهاز التحكم عن بعد، وخيارات تعديل سرعة المروحة.
التركيب والصيانة
إن تركيب أجهزة التكييف هو مهمة المحترفين. ويؤكد لنا المختص في التكييف: «ينبغي أن يتم التركيب على يد متخصصين في المجال». بالفعل، فلضمان استدامة هذا الجهاز المعقد، يلزم اللجوء إلى تقني متخصص، فضلا عن أن التركيب ينبغي أن يحترم معايير معينة. وبالتالي، ينبغي تركيب الجزء الخارجي في الهواء الطلق دون أن يكون معرضا للرياح، ويجب أن يكون محميا من الشمس، وألا يوضع بالقرب من نوافذ الغرفة لتفادي الإزعاج الناجم عن الضوضاء. أما الوحدة الداخلية (المقسّم الجداري)، فينبغي تركيبها على ارتفاع مترين على الأقل ويجب تفادي أية إعاقة لحركة الهواء. ينبغي أيضا تجنب وضع المقسّم في مواجهة السرير أو الأريكة على سبيل المثال، حتى لا ينفث الهواء البارد مباشرة على الموجودين في الغرفة. وهكذا، يكون تدفق الهواء موجها أفقيا بالنسبة لنظام السقف الفرعي ونحو الأعلى بالنسبة لجهاز جداري مركب على مستوى العين. ولحسن الحظ فالنماذج التي يقترحها المصنعون اليوم بها جنيحات توزيع مصممة خصيصا لتوزيع أفضل للهواء المكيف.
ينبغي أن نتذكر أن المقسّم يجب أن يكون سهل الولوج لعمليات الصيانة. وأن استدامة التركيب وجودة الهواء يعتمدان على الصيانة المناسبة. ويضيف الخبير: «لا ننسى تنظيف المرشحات من حين لآخر لإزالة الغبار والعفن». بالفعل، فالمقسمات بها مرشحات للهواء يتعين غسلها أو تغييرها بانتظام.
وينبغي أيضا تنظيف الوحدة الخارجية لأنها في تماس مباشر مع العناصر المناخية والغبار.
والآن حان الوقت للاختيار والاستمتاع بهواء مكيف لقضاء صيف منعش.
المصدر: F.A