ما إن تنتهي العطلة الصيفية، حتى يبدأ الاستعداد للدخول المدرسي والتفكير في تفاصيله. فكيف نهيئ الطفل نفسياً للدخول المدرسي؟ وكيف نتعامل مع طفل يلج لأول مرة للمدرسة؟ ماهي الخطوات والتدابير الواجب اتخادها لدخول مدرسي جيد …
أسئلة وغيرها يجيب عنها الأخصائي والمعالج النفساني اسامة لحلو.
هل من الضروري الحديث عن المدرسة خلال العطلة الصيفية؟
الحديث عن المدرسة خلال العطلة يعد مهما، فهو يندرج ضمن أساليب تحضير الطفل للاندماج السليم داخل المؤسسة. أثناء فترة الدخول المدرسي، هذا الحديث الاستباقي قد يجعل الطفل في العديد من الحالات يكون تصورات مما قد يكون عليه الحال داخل محيطه الجديد، فهذه المرحلة تجعل الطفلة ينخرط في مشروعه الدراسي، ويحس بنفسه فاعلاً مهماً في كل هذه التغيرات والتجارب الجديدة التي يعيشها، ولا يحس بنفسه فقط مرغماً بتحقيق رغبات محطه.
ماهي الاستعدادات النفسية التي يجب القيم بها لدخول مدرسي بدون مشاكل؟
عدة تغيرات تنتظر الأطفال الذين يستعدون للدخول المدرسي بعد قضائهم لعطلة تضوم لأزيد من شهرين، تتغير من خلالها العديدة من الأشياء. فإذا كان الأمر يتعلق بالسنة الأولى التي يلج فيها الطفل صفوف المدرسة، فقد يكون منتظراً من الأطفال حينئذ أن يبرهنوا عن قدراتهم للاعتماد على الذات وتنظيم أعمالهم وأوقاتهم ما قد ليكون بالأمر الهين في هذه المرحلة بالذات. في حين أن الأمر يكون أقل حذة بالنسبة للأطفال أقل سنا أو المراهقين الذين يستعدون لولوج المستويات العليا، المستوى الإعدادي أو الثانوي مثلاً. علماً أن الأمور قد تتغير في هل تغيير المؤسسة التي في الغالب ما يؤسسون لعلاقات وطيدة مع محيطها الدراسي، من أطر تربوية وأصدقاء ونظام دراسة.
ماهي تغييرات التي قد تؤثر على نفسية الطفل عند الدخول المدرسي؟
تتجلى التغيرات في مؤسسة جديدة، أساتذة مؤطرين جدد، جدول زمني جديد مع مواد دراسية جديدة، أصدقاء جدد… كل هذا لا يمكن ألا يحدث تأثير على نفسية الأطفال أن يقووا قدراتهم في التكيف وتأقلم مع هذه الأوضاع الجديدة. إن الدخول المدرسي لأول مرة قد يكون مصدر قلق للأطفال، وبالتالي قد يؤثر كذلك على أبائهم.
كيف يتصرف الأباء في هذه الحالات؟
وفقا للصعوبات التي قد يواجهها الأطفال، يمكن للأباء أن يتوجهوا للمسؤولين داخل المؤسسة التربوية لمحاولة تجاوز الأزمات واجاد حلول مناسبة لها، ويتعلق الأمر بأفراد الطاقم البيداغوجي من أساتذة ومديرين وحراس عامين، ويتجلى دورهم في إعطاء النصائح والملاحظات التي تخص ظروف التلقين، وكذلك مدى صحة العلاقات التي تجمع الطفل بباقي مكونات المجتمع المدرسي. يمكن كذلك اللجوء إلى الأخصائي النفسي التربوي إن كان متواجداً بالمؤسسة التربوية من أجل تتبع ودعم نفسي خاص لطفلهم في إطار جلسات للكشف عن الصعوبات النفسية للطفل التي تحول دون تفوقه واستمتاعه بوقته داخل المؤسسة في جو من المرح، وتستهدف هذه الجلسات تنمية مختلف جوانب شخصية المتعلمين.
أغلب المؤسسات التعليمية لا تتوفر على أخصائي نفسي، كيف يمكن التعامل في مثل هذه الحالة؟
في هل غياب الأخصائي النفسي داخل المؤسسة، يمكن اللجوء الإخصائي يعمل في عيادة أو مراكز متعددة الاختصاصات، تخول للطفل الاستفادة من خدمات الأخصائي النفسي، مروض النطق وكذلك الأخصائي النفسي الحركي. من ناحية أخرى يمكن للأباء أن يلعب دور مهما في تحضير الطفل من الجانب النفسي، محاولين توضيح الصورة له خصوصاً بالنسبة لأول دخول مدرسي، وذلك بمحاولة الاجابة عن كل تساؤلاته وتخوفاته من ناحية وتحفيز الطفل وتنمية رغبته للولوج إلى المدرسة من ناحية أخرى.
المصدر: ل.ف