ألعاب الصراعات بين الكائنات الغريبة تعزز السلوك العنيف عند الأطفال

ألعاب الصرعات والإثارة قد تؤثر سلبا على الأطفال والمراهقين. فالألعاب التي تحتوي على مشاهد عنف قد تتسبب في اضطربات نفسية وجسدية كارتفاع ضغط الدم والتشنجات العصبية.
كيف يمكن للأهل تجنب خطرها؟ ومتى يتحول اللعب بها إدمانا؟ أسئلة وغيرها يجيب عنها “محمد بنساسي” مدرب في التنمية البشرية ومرشد أسري.

هل فعلا ألعاب الصرعات تعزز السلوك العنيف عند الأطفال؟

انتشار الألعاب الإلكترونية يثير القلق الآباء والمتخصصين في أمراض العيون والأعصاب والأطباء النفسيين، وأكثر ما يثير القلق هو حالة الإدمان التي تهدد الأطفال عندما يتعاطون هذه للألعاب التي تعتمد العنف، خصوصاً عندما يتقمص الطفل شخصية تمارس العنف، ويصبح أداة لتحقيق الذات والأهداف.

وهذه الألعاب في عمومها تحاكي ألعابا حقيقية مثل كرة القدم والملاكمة وسباق السيارات، وبعضها الآخر من صنع الخيال، هذه الأخيرة مليئة بالعنف، بحيث يخول نظام اللعبة للاعب التحكم في بعض الأسلحة، وإطلاقها، واختيار المحاربين ووضع الخطط لمواجهة الأعداء.

مثل هذه الألعاب لا شك أنها تعزز السلوك العنيف عند الأطفال عن طريق برمجته في العقل الباطن للطفل. بحيث يتكيف جهازه العصبي فيصبح جزءا من سلوكه عندما يشعر بأي تهديد، ولذلك نرى الأطفال كثيرا في ردود أفعالهم على بعض التصرفات المستفزة من أقرانهم يحاكون أبطالهم الخيالين، ويصرفون كما لو كانوا في مواجهة أعداء يجب القضاء عليهم.

ماهي الطرق التي تساعد الأهل على انتقاء الألعاب الإلكترونية لأطفالهم من حيث السن والمحتوى؟

في اعتقادي في خلال المرحلة الابتدائية لا ينبغي السماح للطفل بالألعاب الإلكترونية إلا من باب المشاركة، كأن يلعب الأب أم الأم مع ابنه لعبة لمدة معينة، وتكون اللعبة أداة لتقوية الثقة مع الأبوين، ولا تكون هدفا في ذاتها، بينما يمكن أن تترك للطفل حرية الألعاب الأخرى التي يبدع فيها الطفل أشكالا وألوانا من الأشكال والأشياء حسب اختياره وذوقه، لأن ذلك ينمي الخيال عند الطفل وينمي أيضا القدرة على الإبداع.

ابتداء من المرحلة الإعدادية، يمكن تمكين المراهق من بعض الألعاب الإلكترونية، لكن يتم اقتناؤها بعد استشارة المختصين من أجل اختيار اللعبة المناسبة، ويمكن وضع بعض المعايير لهذا الاختيار:

أولا أن تكون خالية من مظاهر الانحلال الخلقي والعنف.
ثانيا أن تكون مما لا يستغرق وقتا طويلا إنجازها
ثالثا أن يسمح له باستعمالها مدة لا تتجاوز الحد

ينبغي أن نشغل المراهقين بأنواع من الأنشطة من أجل استيعاب وقتهم فيما ينفعهم، ويعود عليهم بالخير في صحتهم وذكائهم..، مثل الأنشطة الرياضية وارتياد المكتبات العمومية. لذلك لابد من تأسيس الحوار مع الأبناء من أجل كسب ثقتهم وإقناعهم بالمفيد من الألعاب.

ما هي النصائح التي يمكن توجيهها إلى الأهل؟

أهم ما ينبغي أن يحرص عليه الآباء هو الآتي:

أولا: العناية بالجوانب العاطفية للأبناء، ويكون ذلك باحتضانهم والتعبير لهم عن الحب والتقدير.
ثانيا: عدم تبني خيار المنع المنع المطلق أو الترخيص بلا قيد، فكلاهما تطرف وجنوح وبعد عن الصواب.
ثالثا: غرس الثقة بالنفس في الطفل والمراهق، وتعليمه مظاهر هذه الثقة في التحصيل العلمي، والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والثقافية.
رابعا : تعزيز التقدير الذاتي عند الأطفال، وذلك بالتنويه والتشجيع، خاصة أمام الأقارب والأصدقاء.
خامسا: يجب مراعاة جانب التسلية في الألعاب التي يختارها الآباء لأبنائه.

المصدر: ل.ف

شارك هذه المقالة، اختر منصتك !