الخوف عند الأطفال أثناء النوم: رعب وكوابيس

تعتبر مرحلة الطفولة من أكتر المراحل التي يظهر فيها الخوف، إذ يعاني الكثير من الأطفال أتناء النوم من الخوف الشديد. قد يصاحبه صرخة رعب وبكاء شديد والإستنجاد مصحوب بالإستيقاظ المفاجئ ما يجعل الطفل مفزوعا في فراشه . فماهي أسباب هذا الخوف وكيف يمكن علاجه ؟‬

الكابوس عند الأطفال هو حلم مخيف مرعب يراه الطفل أثناء نومه ويؤدي إلى الإنزعاج الشديد مع اليقظة وانقطاع استمرار النوم في اللحظة التي يبلغ فيها الخوف قمته. ويبلغ الإنفعال والهلع ذروته وقد يصرخ أو يستنجد طالباً الخلاص، وغالباً ما يحاول الطفل وقتها مغادرة الفراش ويضطرب تنفسه ويظهر عليه العرق وتفشل قواه. والكابوس يرسخ في ذاكرة الطفل بشكل واضح ويبقى جزءاً من ذكرياته المخيفة لفترة طويلة، ونادرا ما يحدث الكابوس مع الطفل في نوم النهار، ولكنه في الغالب كابوس ليلي ويستطيع الطفل تذكره أو يحكي جزءاً كبيراً منه.
الكوابيس منتشرة بين الأطفال أكثر ويقل حدوثها كلما يكبر الطفل ويقترب من مرحلة البلوغ. ويحلم حوالي 50% من الكبار بالكوابيس أحيانًا، وتكون السيدات أكثر من الرجال في الحلم بالكوابيس ولكنه لا يتطلب أى علاج، فقد يكون تناول الطعام مباشرة قبل الخلود للنوم هو أحد الأسباب، وتفسير ذلك أن تناول الطعام يزيد من عملية التمثيل الغذائي التي تحدث بجسم الإنسان ومن نشاط المخ. وقد يحلم ما يقرب من 1% من الكبار بنفس الكوابيس بشكل متكرر ومن هنا ينبغي طلب المساعدة.

الأسباب

الكابوس يصبح مثيراً للإهتمام إذا كان يتكرر وبفترات متقاربة تؤدي إلى إضطراب نوم الطفل، ولا شك أن الأطفال الذين يعانون من مشكلات نفسيه أو يعيشون ظروفاً أسرية أو إجتماعية غير طبيعية أكثر عرضة من غيرهم للكوابيس أثناء النوم، كما أن سماع القصص الخرافية ومشاهدة الطفل لأفلام مرعبة قبل النوم تكمن خلف تعرضه لكثرة حدوث هذا الإضطراب.
ويتزايد وجود الكابوس لدى الأطفال، عند وجود ضغوط نفسية أقل من الإجهاد النفسي ونادراً ما يحدث مع تغير ظروف النوم. كما أن إرغام الوالدين للطفل على النوم بتخويفه، يزيد من قلقه، مثل قول «نم لأن العفاريت تأكل الطفل الذي يرفض النوم» ويبدأ الكابوس عادة ما بين 3 – 6 سنوات، وعندما يزداد تكرار الكابوس، فإنه يصبح مصدر اهتمام ومشقة للأطفال والوالدين. وكثير من الحالات تخف مع النمو، والأقلية قد يستمر معهم الإظطراب إلى سن الرشد.

مصدر الخوف

هناك نوعين من الخوف : الظلمة و الأماكن المظلمة.
النوع الأول، نوع طبيعي، موجود لدى الكبار والصغار، وهو الخوف من المجهول. وفي المجهول المظلم قد يكون ثمة شيء يمكن أن يتعثر المرء به أثناء المشي، أو أن يصطدم بشيء يؤدي إلى وقوع أشياء أخرى عليه، وغير ذلك من الإحتمالات.
المشكلة هي في النوع الثاني، الذي يعاني منه ملايون الأطفال، وهو الإعتقاد بأن في تلك الظلمة شيئا ما مخيفا وخطرا ومؤذيا، وأنه سيهجم عليهم متى دخلوا إلى تلك الأماكن. وهنا نسأل الأمهات والآباء: كيف دخلت إلى دماغ الطفل فكرة أن هناك حقيقة وحشاً في أي مكان تلفه الظلمة؟ خاصة وأن الطفل مهيّىء لتقبل فكرة الخوف من الأماكن المظلمة، فإن هناك تأثيرات لأشياء متنوعة، تفوق ما نتوقعه نحن كبالغين.
ويرى كثير من مصادر طب النفس لدى الأطفال أن لبعض نوعيات البرامج التلفزيونية، والأفلام السينمائية، والقصص، وألعاب الفيديو، دوراً محوريا مهماً في نشر وترسيخ فكرة الخوف من الأماكن المظلمة لدى الطفل.

حلول مشكلة خوف الطفل

أول وأفضل ما يمكن للوالدين فعله هو التواصل مع الطفل، واحترامه، وإظهار الصدق له في تفهم خوفه ومعاناته منه. وأسوأ ما يمكن للوالدين فعله هو الإستهزاء بخوفه، وإخبار إخوته بذلك، وتعنيفه على قلة عقله، وإظهار الاستخفاف به ووصفه بالضعف.

الهدوء في الحديث مع الطفل حول الخوف، وإعطاؤه شيئا من الأمان في قدرة التغلب عليه. وهذا ما يحصل بالاستماع إليه وتواصل الحديث معه، وإخباره أن الخوف شيء طبيعي ومتوقع من أشياء حقيقية. وعلى الرغم من معرفتنا كبالغين أن الغول والوحوش العجيبة لا وجود لها، لكن الطفل لا يستطيع بسهولة أن يتصور غباء وسخافة اعتقاد وجود مثل تلك الأشياء المخيفة، خصوصا عند فهم ما تقدم ذكره حول المصادر الكثيرة لدخول مثل هذه الأفكار المخيفة إلى ذهنه وتفكيره.
طبيعي أن يزداد خوف الطفل في الليل، وعند النوم. وطبيعي حينها أن يبدأ الطفل بإبداء حاجته إلى أمه ورغبته أن يكون معها، وتحديدا أن ينام لديها في سريرها. والمطلوب من الأم أن تظهر للطفل القرب منه وإحاطتها له بالرعاية وصدق إحساسها بما يعاني منه، ومن الجيد إفهامه أن من الطبيعي أن يبحث عن أمه والآمان لديها، وأن أمه ستكون معه وبجواره. ولكن على الأم أن لا تتمادى في الاستجابة لطلباته، وتحديدا النوم لديها. وعليها أن تقاوم هذا الطلب برفق ولطف، لأن النوم لديها لن يحل المشكلة.
قدّمي ما يُشعِر الطفل بالأمان الحقيقي والقوة لإزالة الخوف. كأن يخبر بأن أمه ستكون بجواره، ويسأل الطفل هل يريد من الأم أو الأب أن يتفقدوه من آن إلى آخر. وأن يعطى أي شيء يطلبه ليضعه بين يديه كي يشعر بالأمان، كالبطانية أو إحدى الدمى أو إضاءة خافته بالغرفة أو غير ذلك. المهم أن يبقى في سريره لينام. ومن الخطأ مخاطبته بالقول: “سأبحث تحت السرير لأثبت لك أنه لا توجد وحوش، أو لو كنت ولدا عاقلا ومستقيما لما خفت من الغول”، لأن هذا يمنح الطفل بشكل غير مباشر شعورا بأن لخوفه أساسا أو أن الشيء الذي يخاف منه ممكن أن يكون موجودا حوله.
ويمكن لو اضطُرّت الأم مثلا أن تتفقد خزانة الملابس، لا لتثبت له أن ليس فيه غول، بل لتريه ملابسه وأحذيته وغير ذلك مما فيه.
ويشعر بضيق التنفس، وعندما يصل إلى السنة الثالثة من العمر فانه يبدأ بالخوف من مخيلته الخاصة به، وقالت دراسة في هذا المرضوع أن الطفل الذي يصل عامه الثالث من العمر يبدأ يشعر بالتهديدات حتى دون إدراك مدى خطورة هذه التهديدات.
إبعاد الطفل عن مشاهدة أفلام الرعب عموماً والأفلام الخرافية قبيل النوم مباشره، أو تخويفه لعدم نومه.
الكشف عن المشكلات النفسية والإجتماعية والتعليمية التي يعيشها الطفل.
عدم إجبار الطفل على النوم في حجرة مظلمة.
من الحكمة الوجود بجوار الطفل ومنحه العطف، دون الدخول في أية تفاصيل عندما يهب يقظاً بسبب الكابوس.
ويجب الحذر من لوم الطفل أو الصراخ فيه أثناء تلك الحالة.

دراسة حول الخوف عند الطفل أثناء النوم

وأوضحت الدراسة بأنه لا داعي لقلق الوالدين حتى الآن لأن الخوف أمر طبيعي ويتوجب على الطفل فهمه والشعور به لكي لا يكون متهورا. وقالت الدراسة إن خوف الأطفال منذ سن الثالثة ناجم عن عنصر أسمته الدراسة ب «بيولوجية الدفاع» هذه البيولوجية ما هي إلا وسيلة للطفل لإظهار ردة فعله للآخرين ، عندما يعاني من شيء لا يريحه نفسيا وردة الفعل هذه هي عبارة عن استنجاد لطلب مساعدة الأبوين للشعور بالحماية عبر الإقناع.
وأوضحت دراسة قام بها خبراء في علم النفس بأن الطفل يبدأ بالخوف الفعلي من الأشياء عندما يبلغ من العمر ثمانية عشر شهرا، وأضافت الدراسة أنه في هذا العمر تحديدا يخاف الطفل من الأشياء الواقعية التي يراها، مثل رؤيته لأشخاص غرباء لا يعرفهم وكذلك خوفه من النور المبهر جدا والظلام الدامس.
وعددت الدراسة أن عددا من الأمور التي يخاف منها الطفل والتي يجب على الأبوين الإنتباه لها عن طريق الحديث مع الطفل عما يخيفه، ومن الأشياء التي تخيف الطفل القصص الخرافية حول الذئاب والسحرة والوحوش. وقالت الدراسة إن هذه الأشياء قد تكون من إبتكار مخيلة الطفل أو سماعه لقصص غريبة ليس من المفروض أن يسمعها، وقالت إن من الأشياء الأخرى التي تخيف الطفل هي تلك المشعوذة التي تخطف الأطفال وتخفيهم عن أهلهم وكذلك شكل « الجوكر» الذي يحب الأطفال النظر إليه ولكنهم يشعرون فيما بعد بالخوف عندما تتضخم صورة هذا الجوكر في مخيلتهم، ويخاف الأطفال أيضا من الظلام وخاصة عندما يستيقظون في الليل ولا يستطيعون رؤية شيء.وأشارت الدراسة إلى أن هناك مقاييس لخوف الأطفال وكذلك اختلافات بين طفل وآخر حول الأشياء العامة التي تخيف الأطفال، أي أن ما يمكن أن يخيف طفلا ربما لا يخيف طفلا آخر، وهنا يأتي دور التربية التي يتلقاها الطفل من أبويه والثقافة التي يتعود عليها في كنف الأبوين. ويعتمد مقياس الخوف عند الأطفال أيضا على مدى الخبرة التي يكتسبها الطفل من خلال الاختلاط بالأطفال الآخرين. وقالت الدراسة إن مقاييس الخوف تتفاوت عند الأطفال حتى وإن كانت هناك بعض العوامل المخيفة المشتركة بين جميع الأطفال.

‪»‬الإضطرابات الحادة لذى الأطفال لايجب أن تقلق الأسرة إلا في حالة إستمرارها لمدة طويلة‪«

حوار مع الدكتورة هدى حجيج مختصة في الطب النفسي للأطفال في مستشفى إبن رشد.

ماهو الفرق بين كابوس ليلي وكابوس الرعب ؟

الكابوس الليلي يحصل في مرحلة النوم العادي ويمكن للطفل تذكر موضوعه بينما كابوس الرعب موضوعه لايترك أي بصمات.

كيف يمكن تفسير هذه الفوبيا الليلية  ؟

الحياة النفسية للشخص تمتد في مرحلة النوم، في هذه اللحظة آليات التحكم لعدم الشعور تسترخي وتولد الأحلام والكوابيس. ومحتوى هذه الأحلام له علاقة بالأحداث التي مرت خلال النهار.

متى نخاف وكيف نتصرف ؟

كوابيس الرعب على العموم مثيرة من حيت تغيرات الطفل ولكنها ذات طابع بسيكولوجي، ولايجب أن تخيف الأسرة إلا في حالة تكرار هذه الحالات ولفترة طويلة. حينئد يجب تتبع الحالة خلال فترة النوم ولا يجب محاولة إيقاظ الطفل بل يجب مساعدته على إكمال فترة نومه.

ماهي ظاهرة التبول اللاإرادي وعلى ماذا تدل ؟

ظاهرة التبول اللاإرادي هي ظاهرة تتجلى خلال فترة نوم الأطفال فوق سن الخامسة، هذه الظاهرة ليست بالضرورة أن تكون ذات طابع بسيكولوجي، ولكن يجب خضوع الطفل لفحوصات عضوية قبل التعمق في الجانب السيكولوجي.

وهل ظاهرة السير خلال النوم منتشرة لدى الأطفال ؟

هذه الظاهرة منتشرة لذى الأطفال في سن مابين 4 و8 سنوات خاصة عند الذكور انتشارها يقدر ب 20 بالمائة وهي عموما ترافقها التبول أو كابوس الرعب

كيف تفسرين هذه الظاهرة ؟

يمكن القول أن أسباب وراثية قد تكون السبب، ولكن ظاهرة السير خلال النوم قد تحدث بسبب الإرهاق أو الضغط والأعصاب أو نقص النوم لدى الطفل أو وجود مرض جسمي عند البالغ، وفي بعض الحالات بسبب ارتفاع درجة حرارة الجسم وخلال فترة البلوغ تظهر إضطربات في النوم قد تؤدي إلى هذه الحالات.

المصدر: F.A

شارك هذه المقالة، اختر منصتك !