الزواج الناجح تشابه في الطباع أم اختلاف فيها

تمكن باحثون في دراسة أنجزت أخيرا من الحسم في ضرورة أن يختار المقبل على الزواج شريكا يقاسمه الكثير من نقاط التشابه معه، على اعتبار أن الأزواج المتشابهين في الطباع لديهم فرصة أكبر في زواج ناجح وهادئ. في حين أثبتت دراسة أخرى أن الاختلاف بين الأزواج من بين الأسباب الأساسية لنجاح الزواج، أذ التشابه والتماثل في الصفات الشخصية والحياتية يؤدي إلى الشعور بالملل والفتور تجاه الشريك الآخر. فإلى أي حد ممكن أن تخلق مواطن التشابه بين الأزواج السعادة والرضا في العلاقة الزوجية؟

التشابه في الطباع، أمر مبحوث عنه ومرغوب فيه، إذ قد يعني التوافق والانسجام في كل ما يهم الحياة الزوجية وبناء الأسرة على أسس تضمن لها الدوام والاستقرار. قد يساعد التشابه في الطباع الزوجين كذلك على تدبير شؤون حياتهم بدون أن ينتاب ذلك خلاف ولا تضارب فيما يريدونه ويخططونه لهذه الأسرة.

وليس هذا فقط، بل يساعدهم على تمتين أواصر العلاقة فيما بينهم. لكن هذا لا يعني غياب الحوار والتشاور والاختلاف أحيانا في بعض الأمور. قد لا يعيش هؤلاء الأزواج على وثيرة واحدة، لكن لابد أن تختلف الأذواق أحيانا، وقد يتعكر صفو المزاج مرات عديدة عند هذا أو تلك، ولكن التقارب بينهم في الطباع يقرب رؤيتهم للمسائل التي تثير الخلاف بينهم، ليصلوا في الأخير إلى تسوية ما اختلفوا حوله بطرق بعيدة عن التعصب والتشنج أو اللجوء إلى العنف.

الحياة الزوجية السليمة، تتوقف على تبادل الأدوار والتعاون والمشاركة في تدبير شؤون الأسرة. فالأسرة ليست مشروع الزوج أو الزوجة فقط بل هي مشروع مشترك، لا يستقيم إلا إذا كان هناك توافق ورؤيا منسجمة لما يتعلق بهذه الأسرة بين الزوجين، بدون النظر إلى ما هو إيجابي وما هو سلبي.
ولهذا يكون التشابه في الطباع بينهما من القضايا الأساسية التي تقرب بين رؤيتهما للأشياء وتسهل تحقيق مبتغاهما، عند حصول اختلاف ما، وبالتالي، يعتبر هذا التشابه، أمرا مهما لاستمرار ودوام الحياة بينهما. فالتشابه في الطباع يحقق التلاؤم، ويقوي الانسجام، ويقرب العلاقة بين الأزواج، وهذه من القيم النبيلة المبحوث عنها في الحياة الزوجية. ومن الصعب الحديث عن أسرة تنعم بالسعادة والاستقرار، في غياب التوافق والتلاؤم والانسجام والتقارب في الطموحات والتطلعات عند الأزواج.

المصدر: ل.ف

شارك هذه المقالة، اختر منصتك !