الشامات ينبغي مراقبتها بعناية

يتوافق الجميع على أن الشامة تزيد الوجه سحرا، لكن العديد ينتابهم القلق عن انتشارها بكثرة (اسمها العلمي اللاتيني Neavus). فهل ينبغي أن نشعر بالقلق؟ هل يجب أن نزيلها؟ متى تصبح خطيرة؟ كل هذه الأسئلة سيجيبنا عنها الدكتور عبد الله بوشتة، جراح تجميلي.

بداية، ينبغي التأكيد على أن الشامات نادرا ما تتحول إلى سرطان. ويوضح الجراح التجميلي عبد الله بوشتة ضرورة الانتباه إذ ينبغي ألا نُهمل الأمر إذا تغير شكل الشامة أو نزف منها الدم. «هناك بعض المميزات التي ينبغي أن تثير انتباهنا. ويمكننا تذكرها عبر قاعدة الأبجدية : أ= عدم التناسق (شكل غير منتظم)؛ ب= الحواف (حواف خشنة) ؛ ج= اللون (غالبا ما يكون الورم الميلانيني ثنائي اللون)؛ د= القطر (قطر أكبر من نصف سنتيمتر)؛ هـ= التطور (يتغير المظهر)». ويتعين إذن استشارة الطبيب في حالة ظهور شامات جديدة أو آفات مصبغة جديدة أو تغير شامة موجودة سابقا. وفي الواقع، يمكن أن يظهر ورم ملانيني في مكان الشامة، وتتغير هذه الأخيرة بسرعة، فيتغير حجمها أو شكلها أو لونها … ويضيف الطبيب المتخصص بأن الورم الخبيث عادة ما يحدث على مستوى القوس الأخمص ويستوجب استشارة الطبيب، وعند الاقتضاء، إزالة الشامة. كما يؤكد «كلما انتقلنا من القدمين باتجاه الرأس، كلما تقلص خطر التحول الخبيث للشامات. وفي المقابل، إذا كانت الشامة على الوجه، بالقرب من الرأس، يزداد احتمال أن تتحول بسرعة إلى نقيلة».

الأشخاص المهددون وعوامل التفاقم

لدى الرجال، تتعرض الشامة لتأثير كبير إثر الحلاقة يوميا، ومن ثم يحصل التهيج وخطر ظهور الورم الميلانيني. وهناك أيضا حالات تتطلب المراقبة الشديدة مثل وجود عدد كبير من الشامات (أكثر من 50) ذات مظهر غير عادي، وجود سوابق الورم الميلانيني في العائلة، البشرة البيضاء والنمش، سوابق في التعرض لحروق الشمس في الصغر، سهولة الإصابة بحروق الشمس وعدم احتمالا الاسمرار. ومن جهة أخرى يصرح الدكتور بوشتة بأن الشمس عامل سلبي، وبالتالي ينبغي الاحتماء منها وتجنب التعرض لأشعتها في ساعات الذروة من النهار. وهذا ليس كل شيء، فحلقات الاسمرار في غرف الأشعة فوق البنفسجية هي العدو اللدود للجلد، لأنها لا تتسبب في شيخوخة الجلد فقط، وإنما تُغير النظام الخلوي، وبالتالي –على حد قول الدكتور بوشتة: «تزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد». وتبقى دائما النصائح السديدة هي استعمال واقي الشمس، وتكراره كل ساعتين، وحماية العينين، وارتداء ملابس واقية وقبعة بعد كل سباحة.

التشخيص المبكر مرادف للعلاج

إن مراقبة الشامات وعدم التردد في استشارة الطبيب عند أدنى تغيير في المظهر يمكن أن يساعد على تجنب الأسوأ، لأن التشخيص المبكر هو الذي يسمح بإزالة الورم الميلانيني في الوقت المناسب والشفاء التام. لكن التشخيص المتأخر قد يزيد من خطر الانتكاس. «في البداية، يمكن أن يؤدي الورم الميلانيني إلى نقيلة عقدية. وفي هذه الحالة، يكون أول اتصال عقدي هو جذر الفخذ. هنا، يقوم الجراح في نفس الوقت ببتر أخمصي وحت عقدي. لكن عندما تذهب النقيلة إلى مكان آخر (البطن أو الكبد أو العظام أو الدماغ) تكون الجراحة غير مجدية. وأقترح على هؤلاء المرضى علاجات مثل العلاج الكيميائي والعلاج المناعي والأنترفيرون». ويضيف الدكتور بوشتة «توجد حاليا عدة علاجات جديدة واعدة رهن الدراسة. وقد تم تسويق بعض منها وتعطي نتائج ممتازة على بعض الأورام الميلانينية». ولتجنب هذه العلاجات الصعبة، ينبغي تعلم عادات جيدة خاصة إذا كنا ننتمي إلى عائلات مهددة. وتساعد المراقبة والتشخيص المبكر على أن تظل الشامات صديقة.

«نادرا ما يظهر الورم الميلانيني على شامة موجودة»

حوار مع الدكتور عبد الله بوشتة، نائب رئيس الجمعية المغربية للجراحة التجميلية والتقويمية

ما هي الشامة؟ هل من الطبيعي أن تكون الشامة على الجلد؟ ومتى ينبغي أن تثير القلق؟

الشامة هي بقعة تصبغ، تسمى باللغة اللاتينية Neavus. وإذا لم تظهر على الشامة أية علامة تحول خبيث، فلا خطر منها، إلا أن خطر التحول نادر جدا. الورم الميلانين هو ورم خبيث ينتج عن تكاثر ورمي لبعض الخلايا المعينة التي تسمى الأحاديات. ونادرا ما يظهر الورم الميلانيني انطلاقا من شامة موجودة.
في المغرب، والمنطقة المتوسطية عموما، يكثر ظهور الورم الميلانيني عادة على مستوى أخمص القدمين. لذا، ينبغي الانتباه لكل شامة في أخمص القدمين ولو لم تكن تثير القلق، واستشارة الطبيب بشأنها قصد إزالتها عن الاقتضاء.
إن ما قد يؤدي إلى الشك في وجود سرطان الجلد هو وجود بقعة غير متماثلة، ولون غير منسجم، وقطر أكبر من 6 ملم، تغير شكلها مؤخرا.
كما قد يترتب عن التهيج المزمن للشامة ظهور الورم الميلانيني الخبيث.

إذا اقتلعنا الشامة عن طريق الخطأ، فهل من خطورة في الأمر ؟

نعم، قد يكون الأمر خطيرا. إن استخدام الليزر لدى من لديهم شامات هو خطير أيضا. وعندما نريد تحليل شامة ما، ينبغي الحرص على إزالتها تماما، لأنه عند وجود خلايا خبيثة، فإنها ستتضاعف بسرعة كبيرة، وستزيد من خطر النقيلة. وفي حالة شامة كبيرة، التي يزداد خطر تحولها الخبيث أكثر من الشامات العادية، يمكننا القيام بخزعة للتحليل المرضي التشريحي.

هل ينبغي فحص الشامات بانتظام؟

لا ينبغي القلق في غياب مؤشر الخطر. لكن إذا انتابنا الشك، يُنصح باستشارة طبيب الأمراض الجلدية. ومع ذلك، عند وجود سوابق في العائلة، يتضاعف الخطر بأربع مرات، علما أنه في بلدان الشمال، يتضاعف هذا الخطر بحوالي 10 مرات … وينبغي أيضا أن نضع في الاعتبار أن خطر الورم الميلانيني يزداد في المناطق المكشوفة من الجسم.

ما العمل إذا أردنا إزالة شامة ما ؟

إن طبيب الأمراض الجلدية أو الجراح هو الذي يتولى الأمر. ولتجنب الندوب المشوِّهة، يُنصح باللجوء إلى جراح التجميل. وعندما يكون القلق جماليا بالأساس، تتم إزالة مليمتر واحد حول الشامة، لكن إذا اشتبهنا في ورم ميلانيني، تتم إزالة 5 مليمترات من الجلد حول الشامة، وقد يقتضي الأمر أحيانا إزالة سنتمتر أو سنتمترين.

هل من خطر الندبات بعد العلاج؟

ينتج عن الاستئصال الجراحي ندبة تعتمد أهميتها على حجم الآفة. لكن تقدم التقنيات الجراحية يسمح بالحصول على ندوب غير مرئية تقريبا. وعندما يكون الاستئصال كبيرا، يمكن أن يوصى بعمليات زرع الجلد للحفاظ على الجمالية.

المصدر: F.A

شارك هذه المقالة، اختر منصتك !