الشقيقة… أسبابها وعلاجها عند النساء

تعد الشقيقة أو الصداع النصفي عذابا يفوق الاحتمال، حيث يشعر المريض بآلام رأس شديدة، كما لو كانت هناك عاصفة رعدية تهب داخل رأسه،ممايعيقه عن أداء مهام حياته اليومية. عن المرض وأسبابه وكيفية العلاج يجيبنا الدكتور فؤاد ليادي، أخصائي جراحة الدماغ والأعصاب والعمود الفقري.

ما هو تعريف الشقيقة؟

الشقيقة من الأمراض الشائعة، وهي عبارة عن صداع نصفي شديد نابض يستمر إلى عدة ساعات أو حتى أيام، حيث يبدأ الشعور بالألم النابض بقوة في مقدمة الرأس، ثم يمتد إلى أحد جوانب الرأس، ويبدأ هذا الألم بالتزايد مع مرور الوقت.
إن أية حركة، أو نشاط، أو تعرض للضوء أو الصوت العالي يزيد من الألم، وعادة ما يصاحبه التقيؤ، وتأتي الشقيقة على شكل نوبات (الشخص ما بين النوبات يكون سليما لا يحس بشيء)، فتجد الشخص المصاب بها يبحث عن مكان هادئ ومظلم من أجل أن يستلقي حتى يخف عنه الألم، وفي الغالب تستمر نوبات الصداع من أربع ساعات إلى ثلاثة أيام في حال لم يؤخذ العلاج المناسب.
تصنف النوبات من الشقيقة الخفيفة: نوبة واحدة إلى 8 في الشهر، والصداع النصفي المتكرر: من 8 إلى 15 نوبة في الشهر، والثالثة هي المتكررة المزمنة: تفوق 15 نوبة في الشهر.
وقد تظهر أعراضها بشكل مفاجئ أو بوجود بعض العلامات كإنذار الشخص المصاب بها، وهذا يختلف من شخص لآخر، ومن هذه العلامات أن يرى المريض ضوء يلمع ويرى خطوطا تبهر النظر بعدة أشكال، أو الحكة والوخز في الذراعين أو الساقين، وقد تتأثر القدرة على الكلام بالإضافة إلى الشعور بالوهن والعطش والنعاس، وهذه العلامات قد تظهر قبل الصداع بساعات أو بيوم على الأكثر.
ينتشر هذا المرض عند النساء بشكل أكبر من الرجال، فهناك دراسات تؤكد أن 18 ٪ من النساء يصبن بالشقيقة و6 ٪ فقط من الرجال، وتمثل الشقيقة 64 ٪ من آلام الرأس الحادة لدى النساء مقارنة ب 43 ٪ لدى الرجال. لأن الشقيقة عند النساء تتعلق بالعادة الشهرية. المرأة تتألم أكثر من الرجل.

ما هي أعراض الشقيقة؟

في العادة تبدأ الشقيقة بعمر الطفولة، أو المراهقة، أو بداية الشباب. وتبدأ أعراضها على أربع مراحل وهي: الأورة، والصداع، وما بعد الصداع، ولا يجب
أن يمر المرضى بجميع هذه المراحل.

الأورة

تحدث الأورة قبل أو بعد الصداع النصفي، وهي عبارة عن عرض عصبي وتكون في العادة اضطرابات بصرية كومضات الضوء ونقاط عمياء، ومن الممكن أن تكون اضرابات حسية، أو حركية، أو نطقية. وتبدأ أعراض الأورة تدريجيا وتزداد مع مرور الدقائق وتستمر عادة من عشرين إلى ستين دقيقة، ولكن معظم المرضى يصابون بالشقيقة دون حدوث الأورة، ومن الأمثلة عليها:
الاضطرابات البصرية، مثل: رؤية أشكال متعددة، أو مناطق مضيئة، أو فقدان البصر.
الاضطرابات النطقية: فيصبح المريض غير قادر على الكلام أو التعبير.
الاضطرابات الحسية: قد يشعر المريض بالنمنمة والوخز في اليدين أو القدمين.
الاضطرابات الحركية: وهي الأقل حدوثا، حيث يشعر المريض بضعف في تحريك أطرافه.

الصداع

قد يستمر الصداع إذا لم تؤخذ العلاجات المناسبة إلى ثلاثة أيام، وتختلف حدة تكرارها من شخص لآخر، فمنهم من تتكرر عنده مرتين في السنة كاملة، ومنهم من تصيبه عدة مرات بالشهر نفسه. وخلال هذه المرحلة قد يشعر المريض بالأعراض الآتية: ألم حاد في نصف واحد من الرأس، ومن النادر ما يكون في النصفين. طبيعة الألم تكون شديدة نابضة كالمطرقة. تحسس من الضوء والصوت وبعض الأحيان من الروائح. تقيؤ. عدم وضوح الرؤية. شعور بخفة الرأس.

ما بعد الصداع

هي المرحلة الأخيرة وتحدث بعد زوال ألم الرأس، حيث يشعر المريض بأن قواه قد خارت ويشعر بالبهتان والتعب، وفي بعض الحالات قد يشعر المريض بالنشاط بصورة خفيفة.
تجدر الإشارة إلى أن تشخيص مرض الشقيقة في غالب الأحيان لا يحتاج إلى تخطيط الرأس، باستثناء الطفل.
فمن المهم استشارة الطبيب لتقنين وتحديد الأدوية، نحاول أن نعرف نوع الشقيقة، والطبيب وحده يمكن أن يعرف هل هي فعلا شقيقة.

ماذا عن الأسباب والعوامل؟

التغيرات الهرمونية

بعض النساء قد يعانين من الشقيقة في وقت الدورة الشهرية، والتغيرات في مستوى هرمون الأستروجين هو السبب، ولكن عند أخريات قد يتحسن وضعهن أثناء هذه الفترة.

التغيرات العاطفية

مثل: القلق، والكآبة، والعصبية، والفرح، تزيد نسبة حدوث الشقيقة للمريض.

الأنشطة الجسدية

مثل: التعب، وقلة النوم، وشد العضلات، وبعض الأنشطة المرهقة.

التغذية

بعض الممارسات الغذائية غير الصحيحة كقلة الأكل، والجفاف، وشرب الكحول، وأكل الشوكولاتة، وشرب المنبهات، وانخفاض مستوى السكر في الدم قد يزيد الوضع سوءا. تجنب تناول القطنيات والمشروبات الغازية، وعدم الإفراط في شرب القهوة أو عدم تناولها عند الأشخاص المدمنين عليها.

البيئة

إن التغير في الظروف المناخية، أو الوجود في بيئة ملوثة، أو التعرض للضوء القوي أو الأصوات العالية، كل هذا قد يزيد من احتمالية الإصابة بنوبات الشقيقة.

الأدوية

هناك بعض أنواع الأدوية التي قد تزيد احتمالية الإصابة بنوبات الشقيقة، مثل: أدوية منع الحمل، وأدوية الهرمونات التعويضية، والأدوية المنومة، والأدوية الموسعة للشرايين. وهنا كنوع من الشقيقة الذي يظهر عند الأشخاص الذين يتناولون كثيرا دواء الشقيقة، هنا يجب استشارة الطبيب.

التاريخ المرضي للعائلة

تسعون بالمائة من المرضى الذين يعانون من الشقيقة لديهم تاريخ عائلي بالنسبة للمرض، حيث إذا كان أحد الأبوين أو كلاهما يعانيان من الشقيقة فتزيد نسبة الإصابة للأبناء من هذا المرض.

العمر

من الممكن أن تبدأ الشقيقة على أي عمر، ولكن معظم المرضى يعانون منها في فترة المراهقة، ولكن على عمر الأربعين تقريباجميع المرضى الذينيعانون من الشقيقة قد أصابتهم مرة واحدة على الأقل، أي تقل نسبة حدوثها بشكل كبير إذا لم يختبر الشخص أعراضها قبل عمر الأربعين.

الجنس

وكما ذكرنا سابقا أن النساء هن الأكثر عرضة للإصابة بالشقيقة، ولكن في مرحلة الطفولة تكون نسبة الإصابة بالنسبة للأولاد أعلى منها في البنات.

إذن ما هو العلاج؟

ليس هناك علاج حتمي للشقيقة، لأن سببها الرئيسي غير مفهوم بشكل كامل لحد الآن، ولكن هناك أسلوبان لمعالجة الشقيقة، الأول هو علاج النوبة، والثاني هو تقليل عدد النوبات وأعراضها أثناء حدوثها.

علاج النوبة

هناك أدوية لعلاج النوبة.

تقليل نوبات الشقيقة

ويشتمل هذا النوع من العلاج على بعض الأدوية والتغيير في نمط الحياة، كما يأتي:

الأدوية

بعض أدوية الصرع، والكآبة، وارتفاع ضغط الدم أبدت فاعلية كبيرة بتقليل هذه النوبات. وبالنسبة للنساء اللواتي يعانين من الشقيقة في وقت الدورة الشهرية، بعض أدوية البدائل الهرمونية قد تساعدهن أو تغيير وسائل منع الحمل (اللولب).

تغير نمط الحياة

التحكم بالعصبية، والنشاطات التي تقلل من التوتر، والتقليل من ضغوطات الحياة قد تقلل من تكرر النوبات وتقلل من حدتها. وينصح أيضا بعمل جدول في الأمور التي يعتقد المريض بأنها تزيد من تكرار النوبات محاولا الابتعاد عنها. وإضافة إلى ذلك تغيير عادات الأكل السيئة من قلة شرب المياه وعدم انتظام وجبات الطعام والإكثار من الأطعمة المضرة، والقيام بتخفيف الوزن، كل ذلك يخفف نوبات المرض ويقلل من حدته. ويجب الانتباه إلى طرق النوم وعدد ساعاته، فالنوم لفترة كافية وفي مواعيد منظمة يقلل من أعراض الشقيقة.

الطب البديل

الوخز بالإبر، العلاج بالأوكسجين ذات الضغط العالي، العلاج بالزيوت الأساسية.

النشاط البدني

هناك دراسة تقول ان المصابين بداء الشقيقة تمرين نصف ساعة كل يوم يقلل عدد النوبات في الشهر.

المصدر: ل.ف

شارك هذه المقالة، اختر منصتك !