عيد الحب فرصة لتجديد الحب ونفض الغبار عن الحياة الزوجية

الحب هو إحساس شامل تلتقي فيه القلوب والأرواح، ويمتد عبر النفس بكل أبعادها، فيسري في الجسد ولا يتوقف عند حدوده، بل يتعداه الى الكون كله فيشع نورا وضياءا.

منذ القرون الوسطى، ولغاية اليوم، يحتفل الناس عبر العالم بعيد الحب الذي يصادف الرابع عشرة من شهر فبراير، وهو يوم يعبر فيه المحبون عن حبهم لبعضهم البعض، بل أصبح هذا اليوم مرتبطا بمفهوم الحب الرومانسي، وارتبط أيضا بتبادل رسائل الحب القصيرة وبطاقات المعايدة بين المحبين، فيما اصبحت هذه البطاقات تمثل نشاطا تجاريا مربحا لصناع هذه البطاقات، وحسب إحصائيات قامت بها الرابطة التجارية لناشري بطاقات المعايدة في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد بلغ عدد بطاقات عيد الحب بليون بطاقة تقريبا، ينفق فيها الرجال ضعف ما تنفقه النساء.

عيد الحب هو مناسبة جميلة تجعل الأزواج يجددون حبهم اتجاه بعضهم البعض، وينفضون بعضا من غبار الروتين الذي أوجدته الحياة اليومية بكل انشغالاتها، هو فرصة جميلة ليتقربوا من بعضهم البعض ويجددوا اعترافهم بالحب لشركائهم سواء عبر الورود الحمراء أوحتى عبر الدباديب البيضاء ذات العيون الناعسة والأشرطة الحمراء، هي مناسبة لتوطيد الحب بين الزوجين، خصوصا وأنه لا يمكن الاستمرار في حياة لا يضيئها ويدفئها الحب.

تقول الدكتورة أمل شباش، بأن الحب ليس هو فقط ذلك الشعور البسيط الذي تستشعره قلوبنا، بل هو الحياة نفسها، هو حياة الحياة المشتركة التي نعيشها مع نصفنا الآخر.. وحياة ليس فيها الحب لا يمكن عيشها، يمكننا أن نبقى فقط على قيد الحياة لكن بدون حياة، مضيفة بأن الانسان يظل إنسانا، ويظل في حاجة ماسة الى تغذية حواسه الخمس وغمرها بالدلال، ومن الضروري بما كان في الحياة الزوجية، الاستمتاع بالكلام الجميل، اللمسات الحانية، نظرات الحب.. وهذا لن يساهم إلا في تعزيز وتقوية أواصر الحب والعشق بين الزوجين.

الحاجة الماسة الى الحب لتعزيز التوازن النفسي والجسدي، جعلت من الدراما التركية وجهة يقصدها الكثيرون عبر العالم، خصوصا في عالمنا العربي وتحديدا في المغرب، هذه الدراما كانت خير من يعبر عن الحب، سواء بين الأزواج، أو بين جميع أفراد الأسرة، بين الاسرة ومحيطها الخارجي، بين الأطفال…
نجحت هذه الدراما في رسم معالم حياة حلم بها المغاربة، حياة ملئها الحب والاحترام والمودة والنقاء والصفاء والهدوء، حياة رائعة بكل المقاييس، ربما تكون هذه الصورة لا تعبر فعلا عن المجتمع التركي، لكنها نجحت في تسويق صورة سلبت لب المغاربة خصوصا الفتيات منهم وجعلتهن تحلمن بعالم يمثلهن ويعبر عنهن، وفي هذا تقول الدكتورة سمية نعمان غسوس: « السر في المسلسلات التركية، انها تعطي فرجة متطابقة مع حاجيات وتطلعات المغاربة، تعطيهم وسائل ليحلموا بمجتمع متفتح ومتحضر أكثر من المجتمع الذي يعيشون فيه. فهي تتميز بالاضافة الى الجودة التقنية، بالصفاء، الهدوء، رقي العلاقات ما بين الأب والابن، الزوج والزوجة، البنت والأب، علاقات مبنية على الاحترام والمودة والكلمة الطيبة الحانية. لتضيف: «عندما نشاهد مسلسلا، العلاقات فيه مبنية على العطف والحنان، من الطبيعي، أن ننجذب إليه، فهي تعطي نظرة قريبة من طموحات وحلم المغاربة بمؤسسة مغربية متحضرة وحرة».

هناك من يقول بأن الحب أكبر من أن يختزله يوم واحد، وهناك من يرى الاحتفال بالحب في يوم واحد هو ظلم لهذا الشعور، وهناك من يرفض الاحتفال بهذا اليوم كونه لا يمثل مجتمعنا ولا ثقافتنا… لكنه يظل يوما جميلا يعبر فيه العشاق عبر العالم عن حبهم اتجاه بعضهم البعض وفرصة للأزواج لتجديد ونفض الغبار عن علاقتهم الزوجية لتحقيق التوازن فيها حتى يعبروا الى البر بسلام آمنين.

لغة الحب يجب أن تكون صادقة

أمل شباش، طبيبة أخصائية في العلم النفسي والجنسي

الحب هو ذاك الشعور المقدس، هو التقاء لإنسان بكل أبعاده بإنسان بكل أبعاده، هو عبور للحواجز التي تفصل بين البشر، هو رحلة من ذات لذات، هو شعور يخلق الرغبة في الاقتراب الجميل والتلامس الرقيق والتلاقي المشروع، فيما يأتي الجنس كتعبير عن أقصى درجات القرب.
فإلى أي حد يحافظ الزوجان على شعلة الحب في حياتهما الزوجية؟ وهل الحب ضروري لكي تستمر الحياة الزوجية؟ وهل هناك من أسرار لتبقيه مشتعلا لا ينطفئ بريقه ويظل نهرا مضيئا يشع نوره ودفئه لكل من حوله؟… كل هذه الأسئلة وغيرها ستجيبنا عليها الدكتورة أمل شباش طبيبة أخصائية في العلم النفسي والجنسي من خلال الحوار التالي

كيف يحافظ الزوجان على الحب في علاقتهما الزوجية؟

أولا، كيف نعرّف الحب؟.. الحب هو مشاركة، هو دعم متبادل، هو احترام لذواتنا ولانسانيتها، هو ذوق يجعلنا نتجاوز خلافاتنا، الحب لا يعني أبدا الامتلاك أو تشكيل الطرف الآخر حسب أهوائنا ورغباتنا أو عطاء فقط أو أخذ فقط.
ولبناء هذا الحب وتقويته والمحافظة عليه، يجب أن تكون القلوب مفتوحة على بعضها البعض، ثم الانخراط الشامل للطرفين من أجل التعرف أكثر وبعمق على بعضهما البعض في جو من الاحترام والتواضع، حتى لا تترك أي مساحة للأنانية لتأثر على الحياة الزوجية.

هل الحب ضروري لكي تستمر الحياة الزوجية؟

الحب ليس هو فقط ذلك الشعور البسيط الذي تستشعره قلوبنا، بل هو الحياة نفسها، هو حياة الحياة المشتركة التي نعيشها مع نصفنا الآخر.. وحياة ليس فيها الحب لا يمكن عيشها، يمكننا أن نبقى فقط على قيد الحياة بدون حياة.
الحب هو هبة الهية، ومن الضروري ان يتنبه كل واحد منا لذلك، ليعطيه لنفسه ويحب ذاته ويقدرها ويحترمها ثم يتقاسم ذلك مع شريكه.

هل هناك أسرار توقد الحب في العلاقة الزوجية؟

من أعظم أسرار الحياة، هو أن ندرك أن الحب ينبع من دواخلنا، والبحث عنه خارجا هو أكبر خطأ يمكن أن يقترفه الانسان. يجب أن نكون مثل ذلك النهر المضيء الذي يضيء كل من حوله وكل من يقترب منه.
على الطرفين ألا يكون همهم هو الانفراد بالسلطة أو التحكم في الآخر أو فعل أي شيء لامتلاك الآخر، فقوة الحب تكبر وتنمو وتتقوى في ظل الاحترام والحرية.

هل صحيح أن الحب الحقيقي هو الذي يولد بعد الزواج؟

اذا انطلقنا من مبدأ أن الحب هو في دواخلنا وفي أنفسنا، ويجب أن نعيشه نحن الاثنان، فلن يساهم الزواج إلا في تكبيره وتقويته وتغذيته وتحصينه.
الحب ليس هو فقط ذلك الانجذاب المادي للحظات الأولى، ولكن هو الاعتقاد والادراك بأن شريكنا هو مرآتنا، واكتشافه هو أجمل سفر نقوم به الى الابد، أحيانا يكون الأمر صعبا، إلا أنه عندما ننجح، نكون قد حصلنا على أجمل مكافأة.

هل يختفي الحب بعد الزواج؟

لا أبدا، ما يختفي هو ما كنا نظنه نحن حول الحب، بمعنى أوضح ما يختفي هو ذاك الانجذاب المادي للحظات الأولى ومعتقداتنا المثالية التي رسمناها للطرف الآخر.

كيف ينبغي أن تكون لغة الحب بين الأزواج؟

أن تكون صادقة، حقيقية، ملتزمة ومستمرة، حتى نقيم علاقة تواصل جيدة ومحترمة، نتبادل فيها الحب والوفاء والرضى المتبادل والدعم الذي لا يمحى،من أجل تحقيق طموحاتنا الفردية والثنائية.

كيف تساهم لغة الحب من: نظرة، عناق، قبلة، لمسة، لقمة، كلمة، دثار (غطاء).. في تعزيز الحب بين الزوجين؟

الانسان يظل إنسانا، ويظل في حاجة ماسة الى تغذية حواسه الخمس وغمرها بالدلال، ومن الضروري بما كان في الحياة الزوجية، الاستمتاع بالكلام الجميل، اللمسات الحانية، نظرات الحب.. وهذا لن يساهم إلا في تعزيز وتقوية أواصر الحب والعشق بين الزوجين.

هناك من يرى بان الحب هو الجنس، وهناك من يذهب الى ابعد من ذلك، كأن يقول مثلا، الجنس هو الاصل والحب هو الفرع، بل الحب هو فقط وسيلة للوصول الى الجنس… ما رأيك في هذه المسألة؟

عندما يكون هناك لقاء جنسي في إطار الاحترام، المودة والاحساس المتبادل، فبالتأكيد سيكون من أجمل التعبيرات على الحب، لكن ذلك ليس هو الأصل، فالأصل هو تواصل القلوب ثم تواصل الروح والجسد، هي أجمل تجربة يمكن أن يعيشها الزوجان.. هو الحب في أجمل تجلياته وهذا هو الأصل.

كيف يدوم الحب بين الازواج الى الابد؟

الأبد هو اللحظة التي نعيشها، وعندما نعيش الحب الكامل ونتبادله في كل لحظة، فبالتأكد سنربح الأبد.

نصائح للأزواج لتقوية الحب بينهما

لا تقوموا بالأشياء التي تكرهون أن يقوم بها شركائكم، وقدموا لهم ما تحبون أن تتلقوه منهم.

المصدر: F.A

شارك هذه المقالة، اختر منصتك !