هل التنمية الذاتية مفتاح السعادة والنجاح ؟

يعرف التدريب انتشارا مهما في مجتمعنا، إنه ظاهرة حياتية اليوم بامتياز،فهذا التخصص أصبح موضة يجري اللجوء إليها في جميع المشاكل التي يعرفها المجتمع الحديث، مادامت تعد بتقديم الحلول والعلاجات لكل الإختلالات.

يعرف عدد المدربين، الذين كانوا يعدون على رؤوس الأصابع منذ عشر سنوات، تزايد مهما منذ سنيتين، خاصة مع ظهور الحاجة الماسة إلى التتبع والمساعدة من طرف زبناء اصبحوا يرحبون بفكرة الحصول على خدمات “مدرب في الحياة”، قادر على توجيهم نحو النجاح، وإدارة الوقت، والصراعات، واكتساب الثقة في النفس، والمساعدة على تقليص الوزن، وتغيير المظهر.

إن تخصصات وكفاءات المدربين واسعة جدا تعادل متطلبات وانتظارات الزبناء، ويبدو أن للتدريب الذاتي أو الشخصي مستقبلا واعد، نظرا للمزايا التي يقدمها، المتعلقة بتحسين وضع الشخصيات، وصورتها عن نفسها، وعلاقتها بالآخرين. إذا كان الاشتغال على الذات مفيدا للانشراح الشخصي والإحساس بالسعادة ، فإذاً هناك معتقدات تمنع من بلوغ هذه الأهداف، ولهذا فإن اللجوء إلى مدرب في التنمية الذاتية يعتبر حلا صائب، حيث تقول رشيدة السرغيني، مدربة ومستشارة في التنمية الذاتية والأداء المهني، “إن التنمية الذاتية لا تدخل في إطار علاج التحليل النفسي أو الأمراض النفسية، انها عمل يتوجه إلى الأشخاص العاديين، الذين يرغبون في التطور، والعيش بشكل أفضل، وتجاوز مرحلة ما في الحياة بسهولة (لحظات حزن ، وتغيير الوضعية الاجتماعية ، أو العمل، لأن كل تغيير يخلف نوعاً من التوتر). ليست لدينا عصا سحرية لحل جميع مشاكل الأشخاص، ولكننا نرافقهم من أجل تحقيق اهدافهم. أنهم هم الذين يعرفون ماذا يوردون، أو لا يريدون، فالمدرب يرافقهم فقط من أجل إكتشافه.”

علاجات قصيرة المدى

إن الذين لجأوا إلى هذا النوع من “العلاج القصير ” يشهدون بنجاعته، فهو على عكس العلاج النفسي، الذي يمكن أن يمتد لشهور أو سنوات، لا يتعدى بعض الحصص، ويمكن للمتدرب من خلالها أن يحقق اهدافه. وتشرح مريم لحلو، منشطة مجموعات التنمية الذاتية، ومتخصصة في البرمجة اللغوية العصبية، أن التدريب ” يهدف إلى بلوغ تغييرات سريعة في التصرف، ونحن نساعد الناس على طرح الأسئلة الصحيحة، وليس الإجابة عنها.

هذا النوع من التدريب يمكن الناس من اتخاد القرارات الصائبة. وهذه الطريقة تسمى بالبرمجة اللغوية العصبية. فهي تساعد على تحسين التواصل بين الأفراد، والحصول على تصور جديد عن الذات. فحسب مخترعي هذه الطريقة الفرد يخضع لنوع من البرمجة منذ الطفولة، وأن هذه البرمجة سواء كانت إيجابية أو سلبية فهي التي تكبح روح الفرد وتحد من روح المبادرة لديه.

أيقظوا البطل فيكم

وتذكر رشيدة السرغيني أن المدرب يرى في أي إنسان بطلاً نائم، وأن مهمته مساعدة الخاضع للتدريب على إكتشاف إمكانياته ومؤهلاته، عبر تجاوز جميع الصعوبات التي تعيق تقدمه. هناك أدوات أخرى بإمكانها رصد وتغيير التمثلات الذهنية والحيثية لدى الفرد وهي التنويم المغناطيسي الايريكسوني، الذي يسمح، كما تقول رشيدة السرغيني، بإجراء تغييرات عبر إستدعاء اللاوعي، الذي يعد كنزا، ومنجما من الطاقات الدفينة.

وإلى جانب هذا، هناك تحليل المعاملات وهي طريقة تركز أساساً على تحليل الفرد في علاقته بالأخرين. وتسمح بتجديد الإتصال، أو التعامل بين أعضاء المجموعة.

الأهداف في نهاية الجلسات

كيف تمر جلسة التنمية الذاتية؟

يتم التدريب الفردي للشخص عبر جلسات تستغرق ساعة ونصف. في اللقاء الأول مع الزبون يجري تحديد احتياجاته ومطالبه ومحاور العمل، التي تمكن من ربط عقد عمل، بين المدرب والزبون، الاثنين يلتزمان بمجموعة من الجلسات الضرورية لتحقيق الأهداف. ويتفقا على الشروط والأخلاقيات الواجب احترامها أثناء العمل، كما أن القيام بحصيلة لهذا العمل في منتصف مدته مهم جدا لتقييم مستوى تحقيق الأهداف.

هل يمكن القول أن التنمية الذاتية هي مفتاح السعادة والنجاح؟

هي فعلا كذلك، فإذا كانت السعادة هي قضاء الحياة في انسجام مع النفس، وأن تحقق من خلال بلوغ الأهداف، وتحقيق المشاريع والنجاح في الحياة، فإنها غايات التنمية الذاتية كذلك.

من بين التقنيات التي تلجؤون إليها في مرافقتكم للزبون، هناك التنويم المغناطيسي الايريكسوني، فما هي هذه التقنية؟

التنويم المغناطيسي الايريكسوني هو رقصة مع دليل يجعل الشخص يعيش نشرة التنويم من أجل الوصول إلى الطاقات الداخلية ، التي تعد منبع للتحول والتنمية الذاتية.

وتعد جلسة التنويم المغناطيسي الايريكسوني صيرورة دقيقة ومواجهة على الصعيد الأخلاقي، يكون فيها الشخص واعيهل التنمية الذاتية مفتاح السعادة والنجاح ؟ا، لأن نشوة التنويم هي حالة طبيعية من الإسترخاء و اهدافها هي :

  • تعبئة الشخص كليا من أجل بلوغ الأهداف التي وضعها.
  • مضاعفة قدراته الإبداعية والتخزينية والتعليمية.
  • التحكم في العواطف
  • التحكم أو الحد من الشعور بالألم
  • معالجة فعالة للإرهاق، واضطرابات الأكل، التدخين، القلق ونقص الثقة في النفس.

المصدر: ل.ف

شارك هذه المقالة، اختر منصتك !