الانضباط: شرط لا غنى عنه من أجل تنشئة جيدة

من الضروري تعليم الأطفال الصواب من الخطأ، وما هو مقبول في الأسرة وفي المجتمع، إذ يعد الانضباط جزءا أساسيا من التربية. بدعم من الدكتورة فاتن فيفاني، طبيبة ومعالجة نفسانية، نحاول تحديد طرق التدخل الأفضل وكل ما يجب تجنبه من أجل تلقين الأطفال احترام القواعد على أحسن وجه.

كائنات في طور النمو

لأن الناقل الأساسي للنمو المتوازن، الذي يسمح للطفل بمعرفة الحدود وهو محبوب، ودون أن يتعرض للتنمر، ينبغي توفير التأطير التأديبي منذ سن مبكرة ولكن بشكل تدريجي، مع توالي ظهور المواقف، يجب فرض قواعد أو حدود جديدة. وتجدر الإشارة إلى أن القواعد الصارمة أو الموضوعة في مناخ سلبي (التحقير، والعنف اللفظي أو الجسدي، …) يمكن أن تضر بنمو الطفل وتعرض احترامه لذاته للخطر. على العكس من ذلك، يمكن أن يكون لعدم الانضباط أيضا تأثير ضار لعدم إعطاء معايير كافية للفرد الذي، حين يصبح شخصا بالغا، سيجد صعوبة في معرفة الحدود أو قبول الرفض.

المعارضة خطوة أساسية

إذا اعتبرنا الطاعة ليست أمرًا مفروغًا منه، فإن المعارضة هي رد فعل طبيعي يجب على الآباء توقعه والتراجع خطوة إلى الوراء لتجنب الاستياء من الإهانة المباشرة والمبالغة في رد الفعل. في الواقع، يحتاج كل الأطفال، في مرحلة ما، إلى تحدي القواعد، ففي عمر 2 إلى 3 سنوات وعند البلوغ، غالبا ما يضع الأطفال أنفسهم في مواجهة لمدة سنة أو سنتين. ورد الفعل هذا جزء لا يتجزأ من تعلمهم، ويساعد على تحديد وبناء شخصيتهم.

أفضل الطرق للتدخل

من الصعب جدا عدم استخدام العقوبة لتعليم الطفل التقيد بالقواعد، إلا أن تدخلات الوالدين يجب أن تكون مناسبة لظروف ومستوى نمو الطفل. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يحافظا على احترامه لذاته (الاحترام، غياب العنف). يفضل ما يلي:

التفكير

ضع الطفل في مكان معزول لفترة محدودة (أقصى حد هو 5 دقائق) حتى يهدأ ويشرح له ما فعله.

البحث عن التراضي

خذ وقتك للاستماع والمناقشة، خاصة في مرحلة ما قبل المراهقة أو المراهقة، التي يرغب فيها الطفل للمزيد من الاستقلالية.

الحرمان من امتياز

حرمان لفترة محدودة (عدم مشاهدة التلفاز، منع مصروف الجيب، …)، هذا الحرمان لا يجب أن يكون عاطفيا أيضا (قصص المساء، العناق …)

الجبر

اختر العواقب المرتبطة مباشرة بفعله (تنظيف البقع، الاعتذار لصديق بعد دفعه، …). الرسالة من هذا السلوك هي: لقد ارتكبت خطأ (وهو أمر طبيعي لأنك تتعلم) ولكن لديك إمكانية تصحيحه.
أخيرًا، من المهم عدم إهمال التعزيز الإيجابي بتهنئة طفلك بانتظام على سلوكه الجيد.

شارك هذه المقالة، اختر منصتك !